ينسى الوزير نفسه كوزير « حزبي» عندما يبحث عن كل مناسبة ليتحدث عن مظاهر تسييس الشباب والرياضة التي لا يرضاها، وينسى أنه لم يقدم في أي وقت سابق تصوراته التي يقوم بفرقعتها من حين لآخر، ويظهر من وقت لآخر بموضة جديدة ويربطها ب»الإستراتيجية» الجديدة لوزارته، وليس المجال اليوم لتعداد خرجاته حول الرياضة والمدربين والشباب وفضاءاتهم والأطفال ومخيماتهم، فقد تمكن خلال فترة وجيزة من احتلال حيز مهم ومكثف على مستوى الساحة الإعلامية بالخصوص، وتجاذباته متعددة في هذه المجالات، والمهتمون والمعنيون لا ينفكون يحصون زلاته وينبهون وينددون بها. اليوم وبعد قراره بتخصيص فضاءات « غير رياضية «معينة لجامعات رياضية وحرمان القطاع الأصلي الذي أحدثت من أجله، وبعد إطلاقه لتسيير غريب للفضاءات السوسيو رياضية التي أنشئت لحد الآن، فلا هي سيغما كما يتطلبه الأمر لكي تتمكن من تحقيق مداخيل وصرف ميزانية بشكل غير مركزي ولا يدخل ضمن الميزانية العامة للدولة ، ولا هي مصالح تابعة للمصالح الجهوية والإقليمية للوزارة، بل هي «جمعيات» تتأسس بتعيينات وتحصر مهامها بقرارات انفرادية على عكس توجهات الدولة الحالية في التخلي عن التدبير المباشر لأصحابه، وترسيخ لسلوك بائد لجمعية السياحة الشبابية بوزارة بلخياط التي هي مصلحة في الخفاء، وتحدد التعريفات بشكل غير مدروس وبدون قرارات رسمية ؛ اليوم يعود سيادته لفتح باب الملاسنات والتي ربما ستتبعها انزلاقات لعلها تمكنه من موقع متقدم، وذلك بتصريحاته في مجلس المستشارين حول دور الشباب و»أن السياسة اقتحمت دور الشباب، والفرق السياسية حولتها لمقراتها وسخرت جمعيات تنوب عنها...» ومطالبته للجمعيات «بالانسحاب والتراجع حتى تستعيد الوزارة الوصية سلطتها على دور الشباب، وفي حالة رفضها، أكد الوزير أنه سيختار خلق دور للشباب جديدة لا مكان فيها للفرق السياسية، موضحا أنه تم بالفعل الشروع في إحداث فضاءات سوسيو رياضية تقوم مقام دور الشباب...» فهل هذا اختيار الاستراتيجية الجديدة وهل «رفض إجراء أي إصلاح أو ترميم لدور الشباب إذا لم تنسحب الجمعيات منها» قرار نهائي؟ فليفصح الوزير عن سياسته بصفة كلية حتى يمكن للعاملين أن يعرفوا مع من يتعاملون وكيف سيتعاملون. إنهم لم ينسوا لحد الآن معركة الاتفاقيات التي انتهت الى توقيع أكثر من 200 اتفاقية بدون تفعيل، وكل الصيحات المتبادلة بقيت بدون صدى، ولم ينسوا التصريحات النارية ضد الأحزاب والمعارك الدونكيشوتية ضد الاتحاد حزبا وجريدة بالخصوص وضد القوى الديمقراطية التي ينتمي سيادته لأغلبيتها! فإذا كانت هذه المركبات بديلا عن دور الشباب، فكيف يفسر إنشاء دور أخرى من طرف أعلى سلطة في البلاد بجانب المركبات ذاتها. وإذا كانت هذه هي نهاية تاريخ دور الشباب، فعليه أن يقدم للرأي العام الحصيلة منها لأكثر من 50 سنة في المغرب الممكن، وهل يقدم لنا نظرته للقطاع ككل بدون أن يتلصص علينا في كل مرة وحين بنظرة وابتسامة؟ وهلا تفضل بتقديمها بشكل رسمي في المنابر الرسمية( برلمان وهيئات رسمية) للتعريف بها ومناقشتها إذا كان يؤمن بالحوار الديمقراطي، فكل تطوير يرتكز على رؤية واضحة ومتكاملة سيجد الدعامة له ولتفعيله عوض الركوب على شعارات وخطب.