منزعجا للدور الذي لعبته الحركة الوطنية في غيابه في الوقت الذي أراد فيه حزب الاستقلال أن يكون لوحده وريثا شرعيا تمنى القصر إحداث أحزاب أخرى حتى يفرق ليسود. حينها كان يتواجد حزب الشورى والاستقلال غير أنه كان ذي انتماءات جمهورية، وأيضا حزب الاستقلاليين الأحرار، الذي كان دون قواعد. اغتنم المحجوبي أحرضان، عامل عمالة الرباط الغضب السائد في البوادي ولدى الأمازيغ بعد اعتقال عدي أوبيهي ومن معه، ليعلن إنشاء حزب جديد، وهو الحركة الشعبية، وشاركه في هذه المهمة الدكتور الخطيب، القائد السابق لجيش التحرير المغربي في الريف، كما ساند هذا المشروع مستشار الملك لحسن اليوسي، بالإضافة إلى المساندة السرية لمولاي الحسن. انتقد المهدي بن بركة بقوة الإعلان عن إحداث هذا الحزب، الذي كان شعاره يذكره ب«الحزب الشعبي المغربي»، الذي كان يؤطره الجنرال گيوم وكل «أولائك الذين يراهنون على إضعاف القوات الوطنية من خلال تفرقة صفوفهم»، كما عاد بنبركة للانتقاد أيضا حين قال إن أشباه هذا الحزب كان بمثابة ملجأ لمعاوني عدي أو بيهي، المتهم بالتمرد وبالخيانة العظمى. لقد كانت مهاجمة بنبركة هو ورفاقه في حزب الاستقلال، للحركة السياسية الجديدة، توضيح للسلوك العدواني الذي تعامل به القضاة ضد «المتمردين»، مما يجعل المعارضة تظهر أكثر فأكثر قوة ما بين المهدي بنبركة ومولاي الحسن... لقد تم اختيار مولاي الحسن «وليا للعهد» أسابيع من قبل، باتفاق مع المجلس الوطني الاستشاري. فمن غير المحتمل أن يتم التراجع، خاصة إذا ما كان المرء في منصب يخدم بشكل مباشر الملكية و أنه يحظى بثقة الملك. ويجب القول أن أحرضان سمح لنفسه في خطاب له أن ينتقد بحدة الحكومة، معتبرا استقلال المغرب مجرد خدعة، واستنكر غياب الحرية، واتخاذ الحكومة اجراءات غير قانونية، ولم يتردد في وصف حزب الاستقلال بالديكتاتوري . فخلال شهور عاشت الحركة الشعبية صعوبة من أجل ان تتكون رسميا.. فقد وضع الاستقلاليون المتواجدون في الداخلية والعدالة كل العراقيل في طريق الحزب، وظل المشكل قائما إلى أبريل سنة 1958. هذا وقد اضطر البكاي رئيس الحكومة وعضو الحركة الشعبية الى تقديم استقالته للملك، تضامنا مع أولائك الذين يحتجون عن رفض وجود حزب جديد يتكون بكل حرية في البلد.