إختار معرض الكتاب لباريس ان يدعو مبدعي شمال اوروبا ليكونوا ضيوفه في دورته ال 31 التي ستتفتح في مارس المقبل. وسيكون أمام جمهور الزائرين لهذا الحدث الثقافي الذي يعقد كل سنة فرص للنقاش مع اربعين كاتبا من دول السويد والنرويج والدنمارك وايسلندا وفلندا ، نصفهم نساء تتوزع عوالمهم الابداعية بين الرواية والشعر والانتاج الموجه الى الشباب . وتعتبر الدورة محطة جديدة في رحلة انفتاح اوروبا على شمالها ، فالبلدان المجاورة لجليد القطب الشمالي تعرف تطورا لافتا في مجال الابداع ، مما دفع دور النشر الفرنسية والبريطانية والالمانية الى ترجمة اعمال الروائيين والشعراء السويديين والفلنديين وغيرهم من هذه المنطقة الجغرافية . فمن مؤشرات على المستوى الذي وصل اليه الابداع باوروبا الشمالية هي أن اربعة عشر كاتبا حصلوا على جائزة نوبل للآداب ، وأن نجاحات قياسية حققتها بعض العناوين نذكر منها مثلا ثلاثية « ميلينيوم » للكاتب السويدي ستينغ لارسون تم ترجمها الى عشرين لغة وبيع منها 20 مليون نسخة ، في بلاده وحدها والتي يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة تم بيع ثلاثة ملايين . ومن بين العوامل التي ساعدت على تطور الانتاج الادبي باوروبا الشمالية وجود بنية قوية للمكتبات ودور النشر ، وتواجد أعداد هائلة للمجلات والنشرات الثقافية ورقية كانت أو الكترونية والدور الذي أصبح يلعبه الانترنيت ،والبرامج المهتمة بالاصدارات والمبدعين على مستوى السمعي البصري معرض باريس هذه السنة وعلى خلاف دوراته السابقة ، قلص مدة انشطته الى أربعة أيام فقط ، حيث سيتم تدشينه يوم 17 مارس 2011 ويفتتح أبوابه أمام الجمهور في اليوم الموالي الى غاية 21 مارس . وبموازاة مع تقليص المدة تم تخفيض تكلفة كراء أجنحة العرض ب 17 في المائة كحل للجدل الذي شهده المعرض السابق والذي احتجت عدة دور للنشر على التكاليف الباهضة لمشاركتها في هذا الحدث السنوي . دورة 2011 ستركز حسب منظميها على توطيد العلاقة بين الكتاب والاطفال والشباب ، من خلال برمجة انشطة موجهة الى هذه الفئة العمرية وبالاخص الى تلاميذ المدارس والطلبة الذين يقومون بزيارة المعرض بشكل جماعي أو فردي . ومن المرتقب أن يتم توزيع آلاف «شيكات الكتاب » لتشجيع القراءة ، وتعد هذه المبادرة دعما للكتاب في فرنسا وتسهيل اقتنائه وتداوله . وشجع على جعل الشباب أحد ابرز محاور المعرض، ارتفاع عدد الطلبة الذين زاروا الدورة الاخيرة ب 26 بالمائة. الدورة السابقة للمعرض عرفت مشاركة اكثر من 1000 عارض ينتمون الى حوالي 25 بلدا ، وزاره اكثر من 200 الف شخص ، ونظمت به 500 جلسة نقاش تناولت قضايا عديدة تهم صناعة الكتاب وتحولاته وخاصة آفاق الكتاب الرقمي الذي يطرح تحديات جسيمة في عالم «خير أنيس» . وتجدر الاشارة الى أن منظمي معرض كتاب باريس يشددون على أن من بين أهدافه السمو بقيم الكتاب وبحرية التعبير وبالتعددية الثقافية.