في محفل مهيب، شيعت ساكنة حي البساتين والمئات من التلاميذ، جنازة المرحوم عصام بوييشي المسجل قيد حياته بالسنة الأولى علوم بثانوية المولى إسماعيل، إثر تلقيه طعنة قاتلة على يد مروان لعوينة البالغ من العمر 16 سنة بواسطة سلاح أبيض اخترق رئته اليمنى . وتعود وقائع الجريمة، حسب والد الضحية عبدالله بوييشي الذي تحدث إلى الجريدة بقلب مكلوم، إلى يوم الأربعاء عندما كان الضحية يهم بولوج باب العمارة A التي يقطنها، فإذا بإحدى الجارات تناديه لتخبره بوجود لصوص بالعمارة سرقوا الملابس المنشورة، ولما رأوا عصام تركوا الملابس وفروا ومن بينهم الجاني. وفي مساء نفس اليوم، هاجم مروان بواسطة السلاح الأبيض المرحوم عصام إلا أنه كان محظوظا إذ مزقت السكين معطفه دون أن يصاب بأذى . وفي اليوم الموالي قصدت يضيف والد الضحية الدائرة الأمنية بالبساتين لتقديم شكاية في الموضوع، إلا أن تدخل بعض الجيران حال دون ذلك، واكتفيت بطرق باب والدي المعتدي للتشكي ولم أجد أحدا. ومباشرة بعد صلاة ظهر يوم الجمعة الأخير، انتقلت قاصدا منزل والدي مروان واشتكيت لهما وانتهى الأمر. لكن لم تمر على شكايتي ساعة ونيف حتى تلقيت الخبر الفاجعة، خبر تلقي ابني طعنة قاتلة بواسطة سلاح أبيض على يد من اشتكيت منه لوالديه، وانتقلت وأسرتي الصغيرة إلى عين المكان فوجدت فلذة كبدي غارقا في دمائه وهو يصارع الموت، وانتظرنا سيارة الإسعاف التي حضرت بعد مرور ساعة على وقوع الجريمة ونقلت المرحوم عصام ، إلا أن القدر كان أقوى فلفظ أنفاسه الأخيرة. في هذه الأثناء كان كم هائل من التلميذات والتلاميذ يطاردون الجاني الذي تمكنوا من إلقاء القبض عليه وأسقطوه أرضا وأشبعوه ضربا، أصيب على إثره بكسر على مستوى يده ورضوض على مستوى رأسه، وتم نقله إلى مستشفى محمد الخامس حيث يرقد بالطابق الرابع تحت حراسة أمنية مشددة. وإذا كان المرحوم عصام يتمتع قيد حياته بسمعة طيبة، وأخلاق حسنة ومحبوب لدى جميع أصدقائه وزملائه ومعارفه، وتركت وفاته حزنا لدى الحشد الكبير الذي ودعه إلى مثواه الأخير، أو الذي لم يتمكن من الحضور، فإن الجاني سبق أن اعتقل من أجل السرقة الموصوفة رغم حداثة سنه.