وجه عبد الكريم بن عتيق ، الأمين العام للحزب العمالي ، رسالة إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حول ما يجري من انتهاكات لحقوق الانسان من لدن البوليساريو فوق التراب الجزائري ، ويطالب فيها بتهيئ وتوفير الشروط لنقاش أخوي حقيقي وصادق ، مغربي جزائري حول كل القضايا العالقة بما فيها احترام سيادة المغرب ووحدته الترابية ، وفي ما يلي نص الرسالة : «فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشقيقة تحية واحتراما وبعد، السيد الرئيس لقد قرر المجلس الوطني للحزب العمالي كأعلى هيئة تقريرية لحزبنا، وكمكون من مكونات المجتمع المدني، المعني بما يقع في الجنوب المغربي، مكاتبتكم بمناسبة انعقاد دورته العادية التي قرر المناضلون تسميتها دورة المناضل الصحراوي «مصطفى ولد سلمى ولد سيدي مولود». لإثارة انتباهكم فخامة الرئيس لما يجري منذ أكثر من ثلاثين سنة داخل الأراضي الجزائرية، من انتهاك صارخ لأبسط حقوق الإنسان المتعارف عليها كونيا. إن اعتقال واحتجاز وتعذيب مصطفى ولد سلمى ولد سيدي مولود، دليل على أن جبهة البوليساريو عاجزة عن استيعاب بشكل ديمقراطي، أصوات تعبر عن توجهات أخرى مغايرة لقيادتها وأكثر واقعية وباستقلالية تامة عن أية تأثيرات خارجية. فخامة الرئيس، أنتم تعلمون بحكم تجربتكم الطويلة كأحد صناع القرار داخل الشقيقة الجزائر، أن المشكل المفتعل حول أقاليمنا الصحراوية، هو نتاج صراع عمر طويلا، ولد بتأثير من سياق دولي، كان تنافر وتناقض مصالح المعسكرين آنذاك هو المحرك الرئيسي، واليوم و قد حدثت تحولات جذرية على المستوى الدولي. تغيرت على إثرها أولويات الدول المتحكمة والمأثرة في مجريات الأحداث، بل برزت مصالح ورؤى جديدة ، ليست مجتمعاتنا بمعزل عنها. هذه التحولات تفرض علينا جميعا التعاطي مع الحاضر والمستقبل بتفكير جديد وبمقاربة ذكية وعقلانية. من هذا المنطلق نطلب منكم،السيد الرئيس، تهيئ وتوفير الشروط لنقاش أخوي حقيقي وصادق ، مغربي جزائري حول كل القضايا العالقة بيننا، بما فيها احترام سيادة المغرب ووحدته الترابية التي هي المدخل الوحيد لتوفير لمناخ الثقة المفقودة بيننا خلال السنوات الماضية. فخامة الرئيس، إننا نعتبر القفز، على هذه الإشكالات العالقة بدعوى دعم الشعوب لتقرير مصيرها ، هو الهروب من مواجهة الحقيقة التي هي الأساس والمنطلق ، فلا جزائر قوية ومستقرة في غياب مغرب قوي ومستقر، مصالحنا متداخلة ومصيرنا مشترك، أحببنا أم كرهنا، بل ستسجل علينا الأجيال القادمة التي هي في حاجة لأجوبة مجتمعية وملموسة أننا أخطئنا الطريق، وزرعنا ألغاما لن تجني من ورائها هذه الأجيال سوى الدمار والمأساة . ماذا يعني فخامة الرئيس، إصرار دولة الجزائر على اقتناء أسلحة متطورة وهجومية فتاكة، بأموال باهظة تخدم مصالح التكتلات الصناعية المصدرة للدمار على حساب تنمية الشعوب وازدهارها. أليس في عالمنا العربي نماذج لأنظمة راكمت السلاح بأموال باهظة وافتعلت حروبا وهمية لإضفاء الشرعية على اختياراتها، فكان مصيرها إما العزلة أو الزوال. لقد تعاقبت على ملف الصحراء عدة شخصيات وازنة، كلفت من لدن المنتظم الدولي لإيجاد صيغة كفيلة بإخراج المنطقة من التوتر والجمود، كل المجهودات المبذولة وصلت إلى الباب المسدود، مما يحتم علينا جميعا تحمل مسؤولية الخروج من نفق مظلم قد يجر المنطقة بأكملها نحو المجهول. من هذا المنطلق جاء مشروع الحكم الذاتي الذي حظي بإجماع كل مكونات الأمة المغربية، على خلاف مبادرة الاستفتاء التي كان وكما تعلمون جزء من الرأي المغربي معارضا ومتحفظا عليها. لقد لقيت مبادرة الحكم الذاتي تجاوبا وطنيا ودوليا، لأن جلالة الملك محمد السادس، جعلها بحسه الوحدوي العروبي الإسلامي، جزءا من مشروع متكامل مبني على إصلاحات جوهرية، يتداخل فيها ماهو سياسي بما هو اقتصادي، وبرؤية إقليمية متجددة قادرة على طرح أسئلة المستقبل الصعبة. فخامة الرئيس، إن إضافة كيان صغير وغير وازن في المنطقة، لن يكون في المستقبل إلا لعبة في يد مصالح أجنبية، على حساب استقلال المنطقة وازدهارها وقدرتها على التفاوض مع جيرانها من موقع وحدوي و قوي. إن ما يقع في المنطقة الساحل، حيث تلتقي الجريمة المنظمة بالإرهاب والتطرف الديني، لمؤشر خطير وبداية لمشروع سيستهدفنا جميعا، مما يحتم علينا التنسيق والتفكير في حلول جماعية. ولن يتأتى هذا الا بتعبئة شعوبنا وتأطيرها وزرع قيم الأخوة في ما بينها ونبذ كل أشكال الحقد وإحداث قطيعة حقيقية مع الماضي بكل شجاعة وتجرد. في الختام نتمنى السيد الرئيس، أن يجد هذا الخطاب صدى لديكم، ومن خلالكم، لدى النخبة السياسية الجزائرية التي نحترمها ونعتبرها قاطرة قادرة على رفع التحديات المطروحة علينا جميعا. نتمنى لكم التوفيق ولشعب الجزائر الشقيق الخير والازدهار». عن المجلس الوطني للحزب العمالي الأمين العام عبد الكريم بن عتيق