حضور جماهيري وازن وشخصيات وطنية من عالم المقاومة وجيش التحرير وممثلي الاحزاب الوطنية، والنقابات والمجتمع المدني، شاركوا أول أمس مع الاتحاديات والاتحاديين في إحياء الذكرى الخامسة والأربعين لاختطاف واغتيال عريس الشهداء المهدي بنبركة، مهرجان حاشد وحضور متميز والرسالة واضحة كما جاء في كلمات المتدخلين والمتدخلات، البحث عن الحقيقة في اغتيال واحد من أبرز الشخصيات الوطنية، قالها المقاوم بنسعيد أيت ايدر أحد رجالات المقاومة «المهدي لم يفقده الاتحاد فقط، بل فقدته حركة التحرر العالمية». شعارات المطالبة بالحقيقة ومعرفة مصير جثة رجل ساهم في بناء طريق الوحدة لربط الأوصال التي حاول الاستعمار جزها، ملأت فضاء وساحة المركب الثقافي محمد زفزاف بالدار البيضاء بعناصر الشباب، وهي رسالة ذات دلالات كبيرة بأن المهدي لم يمت وأن مشروعه الوطني ومعه الحركة الاتحادية في بناء بلد حر وديمقراطي يسع جميع أبنائه لايزال حيا، وأن الاتحاد الاشتراكي مازال وفيا لمبادئ التأسيس والمؤسسين، كما أكد على ذلك عبد الواحد الراضي الذي اعتبر المهدي مدرسة يجب الاخلاص لها. شهادات حية ورسالة من نجل المهدي، البشير بنبركة من باريس الى المهرجان، أكد خلالها مطالب العائلة الصغيرة في معرفة من تآمر على قتل الشهيد، ومكان الجثة وهي حقوق طبيعية. الشاعر الكبير عبد الرفيع الجواهري كان في قمة الإبداع، حيث نال تصفيقات حارة عن قصيدته الجديدة بهذه المناسبة. خيم الصمت لحظة... «إنه صوت المهدي يصدح عبر شريط وثائقي من الوثائق النادرة، وهو يخاطب جماهير الشباب المشاركين في إنجاز طريق الوحدة، انهمرت دموع وساد الذهول وكانت لحظة تواصل حقيقية، فبعد 45 سنة، هاهو المهدي يتحدث إلى المناضلين والمناضلات بالصوت والصورة... لحظة كانت قادرة على محو المسافة الزمنية واستعادة المهدي إلى حضنه الاتحادي، لحظة استهزاء بالقتلة الذين لم يقتلوه بل خلّدوه حاضرا في الذاكرة والوجدان الى الابد. فرغم 45 سنة، المهدي لم يمت لا يزال بيننا.