يصدر هذا الأسبوع في منشورات كارتلا بباريس، كتاب لمحامي عائلة بن بركة موريس بوتان بمناسبة الذكرى 45 لاختطافه تحت عنوان «الحسن الثاني، ديغول بن بركة ، ما أعرفه عنهم » ويقع هذا الكتاب في حوالي 500 صفحة، ويهدي الكتاب الى عائلة بن بركة والى الاصدقاء والمناضلين بالمغرب من أجل حقوق الانسان والى كل قضاة التحقيق الذين اشتغلوا على القضية. الكتاب يبدأ من يوم الجمعة 29 أكتوبر 65 يوم اختطاف المهدي حيث الاوضاع جد هادئة بالرباط والملك الحسن الثاني يوجد بمدينة فاس وتم إخباره من طرف احد المقربين الذي تلقى مكالمة في هذا الشأن من أحد النواب الفرنسيين، وهو يوم انطلاق إحدى اكبر قضايا الجمهورية الخامسة والتي ستعرف في التاريخ بقضية المهدي بن بركة، إحدى أكبر فضائح الجمهورية الخامسة ، والتي تنم عن ضعفها امام شبكة البوليس السري الرسمي و غير الرسمي، وهي مرادف لقضية «دريفيس» التي كانت فضيحة الجمهورية الثالثة، التي بينت ضعف الجمهورية تجاه المؤسسة العسكرية. « المغرب كان يعيش القمة التراجيدية »لسنوات الرصاص : «نهاية المواجهة وجها لوجه بين الامير مولاي الحسن منذ 1956، الذي اصبح ملكا للبلاد منذ سنة 1961، وزعيم المعارضة المغربية الذي اصبح في نفس الوقت زعيم منظمة القارت الثلاث ذات المهام العالمية ». « لقد مات المهدي بن بركة ولم تعرف الحقيقة الى اليوم ،الحقيقة توجد بالرباط، هل توجد الشجاعة لدى المسؤولين المغاربة لقول ذلك الى الشعب المغربي؟» في تقديمه للكتاب يقول الاستاذ موريس بوتان« ان جلالة الملك محمد السادس عندما قرر انشاء هيئة الانصاف والمصالحة في يناير2004 ، وكان يريد من خلال ذلك انهاء هذه الفترة السوداء من تاريخ المغرب والتي عاشها المغرب في عهد والده. وكنا نسمع في بعض الاوساط انه «على المغرب ان يطوي هذه الصفحة من تاريخه» ، لكن لكي نطوي هذه الصفحة لا بد من قراءتها وفهمها . هذه الصفحة من «سنوات الرصاص» لا بد من التعريف بها.وهو واجب الذاكرة بالنسبة للاجيال الجديدة وكذلك واجب الحقيقة والعدالة تجاه الضحايا.ولا يمكننا بناء مصالحة وطنية حقيقية بدون اضاءة هذا الماضي، وإدانة المسؤولين عنه ومعاقبتهم ». « هذا الكتاب يطمح الى تقديم لبنة في هذا البناء و لكنه لا يدعي القيام بعمل المؤرخ.ولست بالمؤرخ رغم ان هذه المادة كانت جد مفضلة الي عندما كنت تلميذا بالثانوي بفضل اساتذة من مستوى رفيع. المؤرخ عليه إعطاء معاصريه ما هو موضوعي عن الحقبة التي يقوم بدراستها... والتاريخ لوحده ليس كافيا ولا بد من الشهادات التي تمكن كل واحد من إدخال إرث الماضي هذا ، لعيش الحاضر وبناء المستقبل. بدون ذاكرة ، فأي مجتمع لا يعرف من أين أتى والى أين يسير يمكنه أن ينقرض ». ويضيف موريس بوتان « كمحام اريد ان اعطي شهادتي حول جزء من هذه الفترة المؤلمة بالنسبة لعدد كبير من المناضلين المغاربة في العشرية الاولى لاستقلال المغرب والتي عرفتها جيدا.وبدا لي انه مفيد بعد آخرين، أن أدلي بشهادتي ضد النسيان حول هذه الفترة كمحام بصفة عامة في كل المحاكمات السياسية التي عاشها المغرب في هذه الفترة.وفي اغلب الاحيان كمحام فرنسي، الوحيد، الى جانب زملائي و اصدقائي المغاربة». الجزء الاول من الكتاب يتطرق الى مقاومة الشعب المغربي للحماية الفرنسية والدور الذي لعبه بعض الفرنسيين في استقلال المغرب والذين كان موريس بوتان و أفراد عائلته يقتسمون أفكارهم. الجزء الثاني من الكتاب يغطي الفترة ما بين 1956و1965 ، اي بداية حقبة الاستقلال حتى اختطاف المهدي بن بركة. الجزء الثالث يتطرق الى تطورات قضية بن بركة او « قضيتك» كما كان ينعتني بذلك البعض.وانعكاساتها بالمغرب وفرنسا . يقول موريس بوتان في هذا المدخل ان مرافعاته ووثائقه في قضية بن بركة هي مكونات اساسية لهذا الكتاب بالاضافة الى شهادات بعض الاصدقاء وبعض المواد الصحفية. وفي الاخير يقول الاستاذ موريس بوتان لماذا كل هذا الوقت من أجل الكتابة ، رغم ان المعطيات الاولى بدأت منذ سنة 1952و1966 ، كان ذلك بشكل مقصود وارادي في انتظار معرفة الحقيقة وانتظار رفع سر الدفاع عن وثائق سرية في الملف، وعودة الإنابة القضائية من المغرب، وهو الأمر الذي لم يتم حتى اليوم للاسف...