يفتتح، يوم 21 أكتوبر الجاري، باسويقة/بلنسية، معرض فني يضم آخر أعمال الفنان التشكيلي المغربي المقيم بإسبانيا، شفيق الزكاري. في أعماله الأخيرة، التي تأتي لمساءلة الراهن المتسم بالأزمة الاقتصادية التي تلقي بظلالها الكثيفة على بلد المهجر (إسبانيا)، وكذا على البلد الأصل، أراد شفيق الزكاري توظيف سند منتقى من المعيش اليومي المأزوم، سند دال على تلك الأزمة ومعبر عن مدى استفحالها وسلبها الإنسان إنسانيته. وقع اختيار شفيق إذن على «الكرطون» المستعمل، مادة تعليب سلع العالم الذي تحول إلى مجرد سوق معولمة لا قيمة تعلو في رحمها على قيمة التبضيع والتبضع. لكن الفنان ينقب عن سنده هذا في صناديق القمامة، وهي فرصة تجعله يلتقي ضحايا الأزمة الاقتصادية ويرد أحاسيسهم ومعاناتهم عن قرب، ليحول ما اكتنزه إلى أشكال وألوان مركبة، موظفا أيضا أيقونات ذات إحالات رمزية على اقتصاد السوق وسطوته. دون نسيان أنه يعالج الكرطون/السند ليمتعه بوضع جمالي يندرج في أفق «مقاربته التي هي ترحال في مجرة المخيال، منفتحة على القراءة المتعددة حسب مرجعيات المتلقي». نتمنى أن ينتقل المعرض لاحقا إلى المغرب ليتمكن المتتبعون والنقاد هنا من الإبحار في تموجات وتحولات الجسد المأزوم هذا، وقياس الطفرة التي حققها شفيق الزكاري فنيا وجماليا عقب حواره التشكيلي مع العديد من الفنانين والفنانات الإسبانيين.