بعد مرور تسعة أعوام على واحدة من أطول الحروب في تاريخ الولاياتالمتحدة، يوشك الامريكيون الذين يقلقهم الصراع على انتخاب كونغرس جديد دون أن يثار جدل يذكر بشأن الصراع المستمر في أفغانستان. وفي حين أن بضعة مرشحين مثل تومي سويرز عضو القوات الخاصة الامريكية سابقا، وادم كينزينغر طيار المقاتلات السابق يتناولون الصراع في حملاتهم الدعائية لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي تجري في الثاني من نونبر، فإن دراسات مسحية تظهر أن قلة قليلة من الناخبين هي التي تعتبر حرب أفغانستان مبعثا للقلق. ووجد استطلاع للرأي هذا الاسبوع أجرته رويترز بالاشتراك مع مؤسسة ابسوس أن الامريكيين يصنفون حرب أفغانستان في ذيل قائمة من سبع قضايا يجب أن يتعامل الكونغرس معها في عام2011 . وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما معارضا لحرب العراق حين كان مرشحا للرئاسة عام 2008 لكنه عزز مستويات القوات الامريكية في أفغانستان لتصل الى 95 الف فرد. ويتلاءم نهجه في أفغانستان مع الجمهوريين اكثر مما يتلاءم مع الجناح الاكثر ليبرالية من حزبه الديمقراطي. وقالت كارلين بومان محللة الرأي العام بمعهد امريكان انتربرايز وهو مؤسسة للأبحاث والدراسات «لا تستطيع أن تستوعب حقا لماذا لا يتحدث اي من الحزبين عنها كثيرا». وأضافت « بالنسبة للرئيس فإنها سلبية داخل حزبه لهذا لا نسمعه يتحدث عنها، لكن الجمهوريين ليسوا غير راضين عن أوباما» فيما يتعلق بالحرب. وتختلف قلة اهتمام الناخبين بالحرب قبل هذه الانتخابات اختلافا كبيرا عن الوضع قبل أربعة أعوام حين فقد الجمهوريون في عهد الرئيس انذاك جورج بوش السيطرة على الكونغرس الى حد كبير بسبب الاستياء من حرب العراق. واذا خسر الديمقراطيون السيطرة على مجلس من مجلسي الكونغرس او الاثنين معا في الثاني من نونبر وهو احتمال حقيقي ووارد ، فإن السبب على الارجح سيكون غضب الناخبين من الوضع الاقتصادي وارتفاع نسبة البطالة وخطة انقاذ بورصة وول ستريت الهائلة التي وضعتها الحكومة. وكان التقدم في أفغانستان بالنسبة للقوات الامريكية بطيئا. وبعد الاطاحة بطالبان من الحكم حين بدأت الحرب في اكتوبر 2001 أعادت الحركة تنظيم صفوفها وأثبتت نفسها من جديد بينما ركزت ادارة بوش على العراق. ويقول مسؤولون أمريكيون ان قرار أوباما برفع مستويات القوات هذا العام أوقف الزخم لطالبان بعد معركة صيفية حامية. ويضيفون أن الفوز بالحرب لن يتحقق في ساحة المعركة وأن المصالحة السياسية التي بدأت لتوها هي السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق. وفي السابع من اكتوبر دخلت الحرب عامها العاشر لتصبح وفقا لبعض الاراء الاطول في تاريخ الولاياتالمتحدة. واستمر التدخل الامريكي الرسمي في حرب فيتنام التي كانت اكثر عنفا بكثير ثمانية أعوام ونصف العام. لكن خبراء يشيرون الى أن التدخل الامريكي كان أطول من هذا بكثير وأن بعض الحروب الهندية في الولاياتالمتحدة دامت لفترة أطول من عشر سنوات. وجعلت قلة من المرشحين من أفغانستان فكرة متكررة في حملاتها الانتخابية. ويحاول سويرز مرشح الحزب الديمقراطي من ميسوري وعضو القوات الخاصة سابقا الاطاحة بنائب جمهوري عضو عن هذه المنطقة منذ فترة طويلة. ويبيع سويرز قبعات بيسبول مموهة لجمع الاموال ويتحدث عن الحرب. وقال في مناظرة يوم الاثنين «سأكون عضو القوات الخاصة الوحيد في الكونجرس. وسأستخدم هذا الوضع لانهاء هاتين الحربين واعادة قواتنا الى الوطن والاستثمار هنا في الريف الامريكي». ويحاول كينزينغر الجمهوري من ايلينوا أن يروي قصته الشخصية في كل مرة يظهر فيها خلال الحملة الانتخابية متحدثا عن كيفية انضمامه للقوات الجوية بعد11 سبتمبر والمهام التي قام بها في العراق وأفغانستان. لكن الكثير من المرشحين لا يلحون على قضية الحرب. وحتى يوم الخميس لم يكن ايك سكلتون عضو الحزب الديمقراطي الذي يرأس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب قد حًين الصفحة الخاصة بأفغانستان على موقع حملته على الانترنت لعدة أشهر. وما زالت تشير الى الجنرال ستانلي مكريستال الذي ترك منصبه في يونيو بوصفه قائد القوات الامريكية في أفغانستان. وقال كن امان المسؤول المحلي بالحزب الديمقراطي في ميرسر ببنسلفانيا انه لم يتم طرح الحرب في الحملة الانتخابية «لان الجمهوريين بوجه عام يدعمون نهج أوباما في حين يعارضون الموعد الذي حدده في يوليوز 2011 لبدء سحب القوات من البلاد». وأضاف « يجب أن يتحدث الناس عنها. هناك من يموتون هناك في الوقت الذي ما كان يجب أن نكون هناك» . وفي كلمة ألقاها مؤخرا بجامعة ديوك في نورث كارولاينا وضع وزير الدفاع روبرت غيتس يده على أحد أسباب عدم اثارة الحرب جدلا وهو أن قلة من الناس هي المتأثرة بها. وقال «لم يسبق في تاريخنا خوض حرب كبرى بنسبة أصغر من الجنود من مواطني البلاد». وهناك4، 2 مليون شخص أي أقل من واحد في المئة من السكان يخدمون في قوات الجيش وقوات الاحتياط. وأضاف «بالنسبة لمعظم الامريكيين لا تزال الحرب فكرة تجريدية. سلسلة من الاخبار البعيدة المحزنة التي لا تؤثر عليهم شخصيا» .