أبطأ سائقو الشاحنات حركتهم في الطرق السريعة في فرنسا أمس الاثنين وزاد الاضراب في السكك الحديدية ونفد الوقود من محطات البنزين في الوقت الذي تجمع فيه المحتجون قبل اقتراع يجرى في مجلس الشيوخ على تعديل لا يحظى بالشعبية لمعاشات التقاعد. ودعمت الحكومة بشدة خطة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لرفع سن التقاعد طوال شهور من الاحتجاجات وطمأنت المواطنين على أن البنية الاساسية لن تتضرر رغم اضراب مستمر منذ أسبوع في المصافي والذي أجبر المئات من محطات الوقود على أن تغلق أبوابها. واعلن اتحاد الموردين النفطيين المستقلين في فرنسا الذي يمثل 60 بالمئة من المبيعات، ان اكثر من الف محطة لتوزيع الوقود اصبحت الاثنين تعاني من شح كلي او جزئي في المحروقات، وقال الكسندر دي بينوا المندوب العام لاتحاد الموردين (الموزع بالجملة) «نعتقد انه من اصل ما مجموعه اربعة آلاف محطة وقود توزع 60 بالمئة من المحروقات في فرنسا، هناك نحو 1500 محطة تعاني من نقص في احد المنتجات او من شح كامل.. وان ما بين 20 و25 بالمئة من قدراتنا على التوزيع متوقفة او تعاني من صعوبات». كما تضررت خدمات السكك الحديدية بشدة مع تصاعد الاضراب قبل احتجاجات جديدة تعم البلاد يومه الثلاثاء في أسبوع، ربما يكون حاسما بالنسبة لساركوزي وخطة الاصلاح التي يتبناها. ويؤكد الوزراء على أن البلاد تتوفر على ما يكفي من الوقود وأن المطارات بها كميات وفيرة. وقال وزير الصناعة كريستيان استروسي أمس الاثنين « الحكومة مسيطرة على الوضع... لن يكون هناك حصار للشركات ولا حصار للنقل ولا حصار لمستخدمي الطرق». وصرح مسؤول من اتحاد النقابات العمالية ان العمال في 12 مصفاة في فرنسا يواصلون الاضراب، ومنع المحتجون الوصول الى بعض مستودعات الوقود في جنوبفرنسا. ويؤيد غالبية الفرنسيين الاحتجاجات على التشريع المزمع لرفع الحد الادنى لسن التقاعد الى 62 عاما والحد الاقصى الى 67 عاما في خطوة تقول الحكومة انها السبيل الوحيد للقضاء على العجز المتزايد في معاشات التقاعد. وتم تمرير النقاط الرئيسية من مشروع قانون ساركوزي في مجلسي البرلمان وبعد الاقتراع الذي يجريه مجلس الشيوخ على مشروع القانون كاملا ربما يوقع قريبا ليصبح قانونا ساريا. واستخدم سائقو الشاحنات حافلات صغيرة منذ مساء الاحد لابطاء السيولة المرورية على الطرق السريعة المحيطة بمدن مثل ليون لكنهم لم يلجأوا بعد لاستخدام الشاحنات الكبيرة لاغلاق الطرق.