أسدل الستار، ليلة الأحد الماضي، على فعاليات الدورة السابعة لمهرجان سباق الإبل بالجماعة القروية للشبيكة (إقليمطانطان)، المنظمة تحت شعار «الشبيكة أيقونة الصحراء والبحر في خدمة التنمية المستدامة»، على إيقاع الموسيقى الشعبية وأهازيج الطرب والشعر الحسانيين. وقد تميز حفل اختتام هذه التظاهرة، الذي حضره على وفد يمثل الحكومة الجهوية لجزر الكناري يترأسه المدير العام للعلاقات المؤسساتية لحكومة الكناري السيد مانويل مارتنيز فرسنو ومسؤولين محليين وجهويين، بتنظيم أمسية فنية كبرى نشطتها مجموعات محلية ووطنية ومن موريتانيا تنهل من التراث الموسيقي بصنفيه الشعبي والحساني. كما عرفت هذه الأمسية الختامية، التي تخللتها عروض فكاهية وقراءات شعرية باللهجة الحسانية تفتقت فيها قريحة شعراء الصحراء المبدعين، توزيع جوائز وشهادات تقديرية على الحائزين على المراتب الخمس الأولى في سباق الهجن، وكذا الفائزين في دوري المرحوم الحاج أوبركة في رياضة الرماية. وشكل توشيح الوفد الذي يمثل الحكومة الجهوية لجزر الكناري باللباس الصحراوي التقليدي «الدراعية والشاش» أقوى لحظات الأمسية الختامية لهذا الحفل البهيج الذي أقيم في موقع ساحر وسط الكثبان الذهبية المطلة على واد الشبيكة المعانق للمحيط الأطلسي، حيث امتزجت زرقة مياه البحر برمال الصحراء الذهبية في لوحة فنية فريدة من إبداع الطبيعة جعلت الشبيكة، الجماعة القروية الصغيرة بإقليمطانطان، «أيقونة الصحراء والبحر حقيقة لا مجازا». وبموازاة أنشطة المهرجان الفنية، تم تنظيم ندوة علمية، على هامش سباق الهجن، حول موضوع «الأمراض السائدة عند الإبل وطرق الوقاية منها»، أشرفت على تأطيرها المصلحة البيطرية الإقليمية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بإقليمطانطان، بهدف تحسيس وتوعية مربي الإبل بالمنطقة بأنواع الأمراض التي تصيب الإبل وطرق الوقاية منها وكذا الأدوية المتوفرة في هذا المجال. وفي هذا الصدد قدم الطبيب البيطري بالمصلحة البيطرية الإقليمية محمد الحوس عرضا تضمن مختلف أنواع الأمراض التي تصيب الإبل (أزيد من 2000 رأس من الإبل بالإقليم) بسبب الفيروسات أو طفيليات داخلية أو خارجية، وكذا طرق الوقاية والعلاج من هذه الأمراض. وللإشارة فإن هذه التظاهرة، التي نظمتها الجماعة القروية للشبيكة بشراكة مع وزارة الداخلية وعمالة إقليمطانطان ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية ومجموعة أوراسكوم لتنمية واد الشبيكة ومؤسسات خاصة أخرى على مدى يومين، تروم بالأساس تقريب المهتمين بالفضاءات السياحية والتعريف بالمؤهلات الطبيعية والسياحية الغنية التي تزخر بها المنطقة، وإبراز تراث المنطقة الثقافي والحضاري الغني، بهدف استثمار هذه المعطيات لتحقيق التنمية المستدامة. يذكر أن الجماعة القروية للشبيكة التابعة لإقليمطانطان، والتي تأسست سنة 1992 والبالغ عدد سكانها حوالي 1200 نسمة وتمتد على مساحة تقدر ب5200 كلم مربع، تتوفر على مؤهلات طبيعية وسياحية واعدة ومواقع ومناظر طبيعية متميزة ذات أهمية بيولوجية وإيكولوجية، الشيء الذي جعلها وجهة مفضلة للاستثمار في المجال السياحي من طرف العديد من الفاعلين المغاربة والأجانب.