(من مبعوث الوكالة: خالد العيموني)أولت الدورة السابعة لمهرجان سباق الإبل، التي افتتحت مساء أمس السبت، بالجماعة القروية للشبيكة (إقليمطانطان)، تحت شعار "الشبيكة أيقونة الصحراء والبحر في خدمة التنمية المستدامة"، أهمية خاصة للشعر الحساني باعتباره جزءا هاما من مكونات التراث والهوية الثقافية لساكنة الصحراء. وهكذا، تناوب على منصة عرض المهرجان، الذي أقيم في موقع ساحر وسط الكثبان الذهبية المطلة على واد الشبيكة المعانق للمحيط الأطلسي، عدد من الشعراء من مختلف الأقاليم الجنوبية لإلقاء قصائد شعرية باللهجة الحسانية، تناولت مواضيع مختلفة ومتعددة تنهل من التراث والأدب الحساني. وفي هذا السياق، أبرز نائب مدير المهرجان، السيد ماء العينين أبا الحزم، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أمسية الشعر الحساني، أن الأدب الحساني قد أتاح لإنسان الصحراء التعبير عن مشاعره وأحاسيسه وأشكال حياته، والتعريف بتقاليده وعاداته، وكذا نقل صور عن أنماط عيشه وعلاقاته وأعرافه الاجتماعية، دون أن يقتصر هذا التعبير على جنس أدبي واحد بل شمل أنواعا أدبية كثيرة كالحكايات والأمثال والشعر. وأكد أن المجتمع الحساني، على غرار العرب القدامى الذين خلصوا إلى أن الشعر هو "ديوان العرب"، قد احتفى بالأدب الحساني وأولاه عناية خاصة جعلته يحتل صدارة كافة الإبداعات الأخرى،" لكونه خزانا للتراث والوقائع، ولكونه لا ينضب من البطولات التي تجسد جزء من تفاصيل حياة المجتمع وتراثه". وفيما يخص تجليات إبداع الشاعر الحساني، اعتبر السيد أبا حزم أن هوية الإنسان وإحساسه الوطني "عواطف لا يجلوها إلا إبداعه، لذلك فإن النبش في ذاكرة التراث سوف يظهر ما خفي من قدرات إبداعية تميز الشاعر الحساني وتجعله أقدر على التعبير عن مشاعر الانتماء والارتباط بالأرض كوطن والإنسان كمجتمع". وأشار إلى أن اللهجة الحسانية قادرة على توصيل الأفكار والأحاسيس في قالب فني متميز "يجعل الشاعر قادرا على تصوير أوضاعه بشكل متسرد ولكنه قريب أيضا من طريقة تعبير الشاعر العربي القديم، ولا سيما من ناحية الأغراض والقيم رغم اختلاف الإيقاع الموسيقي والتصوير واللغة". ويتضمن برنامج المهرجان، الذي تنظمه الجماعة القروية للشبيكة بشراكة مع وزارة الداخلية وعمالة إقليمطانطان ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية ومجموعة أوراسكوم لتنمية واد الشبيكة ومؤسسات خاصة أخرى، العديد من الفقرات ذات الصبغة الفنية والثقافية والرياضية. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة تروم، بالأساس، تقريب المهتمين بالفضاءات السياحية والتعريف بالمؤهلات الطبيعية والسياحية الغنية التي تزخر بها المنطقة، والإحاطة بجوانب هامة من تراث المنطقة الثقافي والحضاري، وبالتالي استثمار هذه المعطيات من أجل تنمية مستدامة.