عند انهزام الجيش المصري أمام القوات الاسرائيلية في حرب يونيو 1967 ،وجه زعيم الاتحاد المغربي للشغل رسالة شديدة اللهجة الى جلالة الملك الحسن الثاني، يستنكر فيها موقف الحكام العرب وعدم إرسال الجيوش لمساندة المصريين والقتال في خندقهم، واعتبر عدم مشاركة الجيش المغربي في هذه الحرب جبنا وخيانة لا تغتفر، وهو ما أدى الى اعتقاله، قبل أن يصدر العفو الملكي في حقه، واعتقد أن المحجوب بن الصديق اقدم على رسالته الى جلالة الملك تحت تأثير الإحباط العام ومشاعر الهزيمة التي استحوذت على الشارع العربي وجزء مهم من نخبته الثقافية والسياسية كنتيجة لانتصار الاسرائيليين، وتجدر الإشارة الى أن الكتابة الإقليمية لمدينة الرباط، التي تم تجديدها بعد اغتيال الشهيد بن بركة، التحق بعضويتها عالم الاجتماع المغربي محمد جسوس، الذي كان يدرس بكندا، والتحق بعد دخوله الى المغرب بهيئة التدريس بجامعة محمد الخامس. عندما اعتقل الكاتب العام للاتحاد المغربي للشغل المحجوب بن الصديق يوم 9 يونيو 1967 على إثر صدور بلاغ باسم نقابته عقب الهزيمة التي تكبدتها الجيوش العربية أمام قوات العدو الصهيوني خلال أيام من المواجهة، أبى عبد الرحيم بوعبيد إلا أن يكون حاضرا للدفاع عن المحجوب بن الصديق خلال هذه المحاكمة، و مؤازرته بحماس رغم معارضة العديد من مناضلي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، و بعد معانقته الحارة له أمام أنظار هيئة المحكمة وجمهور الحاضرين، دافع عبد الرحيم ببذلته السوداء بحرارة وصدق رغم مقاطعة المحجوب بن الصديق ونقابته للاتحاد الوطني للقوات الشعبية عقب 16 يونيو 1963 إثر الاعتقال الشامل الذي ساد أغلبية أطر حزب القوات الشعبية وفي مقدمتهم العديد من رموزنا التاريخيين من قادة سياسيين مرموقين ومقاومين بارزين، نعم رغم هذه القطيعة أبى عبد الرحيم إلا أن يدافع عنه خلال هذه المحاكمة و ظل مصرا على اقتناعة بسلامة موقفه المثالي الشجاع، مرددا أمام الذين عارضوا موقفه بأن الذي بينه و بين المحجوب الصديق هو مجرد سوء تفاهم و ليس أبدا عداوة بالمطلق، و ختم بقوله تعالى «ادفع بالتالي هي أحسن، فإن الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم و ما يلقاها إلا الذين صبروا و ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم»