اللقاء القوي الذي احتضنه المركب الرياضي بفاس، والذي تابعه حوالي 12 ألف متفرج، جمع كلا من المغرب الفاسي والجيش الملكي، برسم ثمن نهاية كأس العرش، سجل أغرب حدث في تاريخ كرة القدم، ليس على الصعيد الوطني فحسب، وإنما على الصعيد العالمي، حيث استقبلت شباكه هدفا، بعد الاحتكام إلى الضربات الترجيحية، عندما صد تسديدة اللاعب بمعمر، لكن الكرة واصلت دورانها وتهادت إلى المرمى، في الوقت الذي كان العسكري يحي الجماهير أمام اندهاش الجميع، ليخرج الجيش الملكي من السباق بشكل رسمي، بعد ما أضاع اللاعب جواد بوعودة ضربته الترجيحية. المغرب الفاسي، الذي كان مساندا من طرف جماهيره، كان يراهن على رد الدين والتأهل إلى الدور المقبل، فيما كان الجيش الملكي، حامل لقب السنة الماضية، يتطلع إلى العودة بالتأهل من فاس. 120 دقيقة لم تكن كافية لتحديد المتأهل، لتكون الضربات الترجيحية هي الفيصل، وقد ابتسم الحظ فيها للمغرب الفاسي، الذي سينازل في دور الربع مفاجأة هذه الاقصائيات سطاد المغربي، الذي أخرج كلا من الوداد الرياضي الفاسي. اللقاء في مجمله تميز بكثرة الفرص الضائعة، حيث أهدر الفريق المحلي مجموعة من المحاولات الحقيقية للتسجيل سواء بواسطة الدحماني وبورزوق وبلعامري، في الوقت الذي أهدر فيه وادوش، الباسل والقديوي عدة فرص لافتتاح حصة التسجيل، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. ومع بداية الشوط الثاني، انطلقت الآلة الهجومية الفاسية بحثا عن الهدف، إلا أن التسرع وعدم التركيز حالا دون ذلك، رغم الفرص العديدة التي خلقها الفريق المحلي. الفريق العسكري بادر بدوره إلى الضغط على مرمى الفاسيين، إلا أن محاولاته لم تجد من يترجمها إلى أهداف، إلى أن جاءت الدقيقة، وعلى إثر مرتد سريع، وادوش يمرر نحو المهدي الباسل، الذي يتوغل داخل المعترك، مستفيدا من غياب التغطية الدفاعية، وبقذفة قوية يسكن الكرة في الجهة اليمنى للحارس أيت بولمان، الذي انهزم رغم ارتماءته. هذا الهدف حرك المحليين للبحث عن هدف التعادل، الذي تأتى لهم بواسطة البديل موسى تيكانا، القادم من مالي، في د 76 بواسطة مركزة من داخل المعترك، لم تترك أي حظ للحارس العسكري. وكان في إمكان اللاعب بورزوق أن يحسم اللقاء في وقته القانوني، الا أنه يضيع أمام اندهاش الجميع، ليدخل الفريقان الشوطين الإضافيين. وبعد عدم استغلال الفرص المتاحة لكلا الطرفين، تم الاحتكام إلى الضربات الترجيحية، التي كان بطلها بامتياز حارس الجيش الملكي، خادل العسكري. قالا عن اللقاء عزيز العامري، مدرب الجيش الملكي: «لقد حضرنا من أجل الفوز وخلقنا مجموعة من الفرص السهلة للتسجيل، ورغم ذلك سجلنا الهدف ولم نحافظ عليه، وكنا أصحاب المناورة إلا أن التسرع وعدم التركيز أضاع علينا التأهل خلال اللقاء. الضربات الترجيحية كنا أصحاب الامتياز فيها إلا أن الحظ كان بجانب المغرب الفاسي». رشيد الطاوسي، مدرب المغرب الفاسي: «المقابلة كانت قوية وصعبة على الطرفين. خلقنا العديد من الفرص، لكننا لم نتمكن مع الاسف من ترجمتها إلى أهداف، سجلنا هدف التعادل وكان بإمكاننا في الوقت الميت تحقيق التأهل. على العموم ضمنا التأهل، حيث سنواجه في الدور المقبل سطاد المغربي. أشكر اللاعبين والجمهور الفاسي على الدعم والمساندة».