لم تتأخر الجزائر في الرد على مجموعة العمل لمساندة العراق وفلسطين، في مسألة فتح الحدود المغربية الجزائرية في وجه القافلة الدولية شريان الحياة رقم 5، هذا الرد الذي جاء بشكل غير مباشر، من خلال تصريحات لمصدر مسؤول في وزارة الخارجية الجزائرية للصحافة الجزائرية، بأن الجزائر لم تتلق أي طلب بهذا الخصوص من أية جهة كانت، وأن الجزائر تتخوف من أن تكون وراء القضية مزايدات سياسية. وسبق لخالد السفياني منسق مجموعة العمل لمساندة العراق وفلسطين، أن صرح في ندوة صحفية عقدها بالرباط في الأسبوع الماضي، من أجل الإعلان عن القافلة الدولية شريان الحياة رقم 5، أنه التمس من الحكومة الجزائرية فتح الحدود البرية مع المغرب للسماح للقافلة المغربية، وزاد قائلا «وحتى نكون منصفين لم نتلق لحد الآن أي اعتراض من قبل الجزائر»، معبرا عن أمله في أن تفتح السلطات الجزائرية الحدود، استثناء، للسماح بمرور القافلة البرية عبر الحدود، وتمنى أن يكون صدر الجزائر رحبا للسماح بمرور القافلة المغربية. ونفى نفس المصدر الجزائري أن تكون الجزائر قد تلقت أي طلب من أي هيئة مغربية بشأن السماح للقافلة المغربية «شريان الحياة رقم 5» عبر الحدود الجزائرية المغربية المغلقة، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الجزائر كانت قد سمحت قبل سنة ونصف لقافلة إغاثة مماثلة بعبور الحدود المغلقة، معبرا في نفس الوقت عن تخوفه من أن تكون مزايدات سياسية تحت عنوان الدعم الإنساني لفلسطين، لإحراج الجزائر بشأن فتح الحدود. لكن خالد السفياني كان قد استدرك في نفس الندوة الصحفية بأن موعد الانطلاق على المستوى المغاربي، سيحدد في الأيام القادمة بعد أن يتقرر هل ستنطلق القافلة برا إلى ميناء بنغازي بالجماهيرية الليبية، أم أنها ستتجه جوا إلى نفس الميناء، ومنه بحرا إلى ميناء العريش. وستلتقي كل مكونات القافلة في العريش لكي تتجه في نفس الوقت إلى غزة عبر معبر رفح. وأشار السفياني الى أن التنسيق على المستوى المغاربي متواصل بين فعاليات الأقطار المغاربية من أجل تحقيق هذه الغاية بشكل مشترك دون صعوبات. وكما هو معلوم فإن المغرب سيكون ممثلا بالهيئات السياسية والنقابية والجمعيات... في قافلة شريان الحياة الدولية رقم 5، والتي ستضم عددا هائلا من الشخصيات ومؤسسات التضامن والجمعيات الخيرية من مختلف أنحاء العالم من بريطانيا، أستراليا، ونيوزيلندا، كندا، فرنسا، وايطاليا ، اليونان. وعلى المستوى العربي ستشارك كل من الأردن ولبنان، سوريا، الكويت، قطر، موريطانيا، المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، السودان، وكذلك باكستان، الهند، ماليزيا، أندونسيا وغيرها. وتتوخى هذه القافلة الدولية التي تقرر أن تسير على ثلاثة محاور عن طريق البر: محور أوربي تنطلق فيه سيارات المساعدات والوفود من بريطانيا في اتجاه اللاذقية، محور من المغرب العربي وإفريقيا والثالث من الخليج والأردن ولبنان. وستنطلق القافلة الأوربية من بريطانيا يوم 18 شتنبر الجاري على أن تصل إلى اللاذقية بين 5 و 7 أكتوبر، تتوخى لفت انتباه العالم لاستمرار الحصار على غزة، وتشكيل حالة ضغط على الجهات التي تحاصر القطاع وأهله لكسر هذا الحصار الإجرامي الظالم، كما تهدف كذلك لإيصال المساعدات الإنسانية المختلفة التي يحتاجها قطاع غزة المحاصر.