فريق شباب المحمدية كان في ما مضى من السنين يعج بالنجوم ويخلق الفرجة على البساط الأخضر وأينما حل وارتحل، وكان الجمهور العريض من عشاق المستديرة على مدار التراب الوطني مغروما ومحبا ومناصرا لهذا الفريق العريق الذي أنجب لاعبين ونجوم كبار ذاع صيتهم وطنيا ودوليا، ويشكلون النواة الصلبة للمنتخبات الوطنية... أما اليوم فماذا تبقى من الفريق الأول للمحمدية، الهرم الكبير لكرة القدم الوطنية على مدار سنوات خلت؟ فماذا جرى إذن حتى وصل الفريق إلى هذا المستوى المبعد الذي لا يشرف التاريخ المجيد والمشرف كتبه أبناءه البررة بكل إخلاص وتفان على مر الأجيال..؟ فهل ضاع كل شيء بسبب التهور والتدبير السيء لشؤون الفريق..؟ أم أن هناك مازال الأمل قائما لإصلاح ما يمكن إصلاحه ووضع الفريق على سكته الصحيحة؟ لقد اتسمت الأربع سنوات الأخيرة من مسيرة الشباب، بالقلاقل وعدم الاستقرار الناتج عن تسيير مهلهل لشؤونه يغلب عليه الارتجال والعشوائية وسوء النية، مما أدى إلى ظهور اختلالات كبيرة على جميع المستويات إداريا و ماليا و تقنيا ساهم بشكل كبير في نزول الفريق الى الدرجة الثانية وكاد في الموسم الماضي النزول إلى مجموعة الهواة. المتتبعون للشأن الرياضي بالمحمدية يعرفون جيدا الخلفيات الحقيقية التي تقف وراء ما جرى طيلة الأربع سنوات الماضية داخل «منظومة» تدبير شؤون فريق شباب المحمدية، ومن يحرك خيوط اللعبة القدرة التي كان الفريق ضحية لها. وعندما بلغ السيل الزبى وأصبح العبث والضحك على الذقون السمات البارزة في الصراع الدائر من أجل الاستمرار في اللامعقول، كان ولابد من تحرك مسؤول يجعل الأمور تعود إلى نصابها الطبيعي. حيث بادر الى الاتصال بفعاليات رياضية وجمعوية واقتصادية وثقافية، حيث أجمع الكل على القيام بعمل مسؤول ينقد الشباب من الضياع والاندثار الذي أضحي يهدد مصيره بقوة، وقد أسفر المجهود الذي بذل على تشكيل لجنة مؤقتة متكونة من فعاليات اقتصادية وجمعوية وقدماء لاعبي الشباب، وكان لابد من هذا العمل المسؤول لوضع الحد النهائي للتطاحنات التي تشرف عليها لوبيات فاسدة ويغذيها فقهاء «قرعة الأنبياء» وضريب الفال الذين كانت لهم اليد الخفية والطويلة في كل ما جرى ويجرى بفريق شباب المحمدية، وهذا الأمر يعرفه الجميع دون أن يحرك أحد في السابق ساكنا لتغيير المنكر الذي كان يجري. إنه لا يعقل أن يترك الحبل على الغارب لأناس أعاثوا الفساد في الفريق وطمسوا هويته حتى أصبح لا يتابع مبارياته سوى قلة قليلة من جمهوره العريض الذي قاطع منذ مدة مباريات الفريق بسبب ما تشهده كل مباراة من صراعات وتطاحنات تغلب عليها الشخصيانية، تجري بين تيارات هدامة تبحث عن منافع مادية خاصة، وفي هذه الحالات من الطبيعي تدخل حازم للمسؤولين من أجل حفظ الأمن والنظام واحترام القانون، هذا القانون المسكين الذي يحاولون الباسه الباطل والركوب عليه بشكل مغلوط، فهل يعقل السماح لبضعة أشخاص لا يتعدى عددهم أصابع اليد السيطرة على فريق رمز يمثل مدينة يبلغ عدد سكانها أكثر من 200 ألف نسمة بدعوى أنهم منخرطون والسؤال المطروح هو كيف تم إنتاج هؤلاء «المنخرطين» وما الهدف من ذلك؟ إن الذي يجب عدم السماح بتجاوزه هو المحاسبة على مئات الملايين التي تصرف فيها الفريق طيلة السنوات الماضية وكيف تم تدبير صرفها، مع العلم أن هناك عددا من اللاعبين والمدربين لم يتوصلوا بمستحقاتهم كاملة، فأين تذهب كل الأموال التي يتوصل بها الفريق من الفاعلين الاقتصاديين والمجلس البلدي والسطات المحلية وريع بيع اللاعبين، إذن فلابد من خضوع مالية الفريق لافتحاص دقيق طيلة الأربع سنوات الماضية لمعرفة حقيقة الأمور،. ولن يتأتى ذلك إلا بوضع شكاية في الموضوع أمام النيابة العامة. خلاصة القول، فريق شباب المحمدية دخل منعطفا جديدا بعد تشكيل اللجنة المؤقتة لتدبير شؤون الفريق، وخصوصا بعد التعبير المسؤول الذي عبر عنه جميع أعضاء اللجنة، للمساهمة بتفان وإخلاص ومسؤولية لانقاذ فريق الشباب وإرجاعه إلى أمجاده التاريخية . فليعمل الجميع من أجل هذا الفريق العريق؟