أظهر الديربي، الذي جمع الغريمين التقليديين، الوداد والرجاء البيضاويان، أن الجمهور المغربي تواق إلى الندية في الأداء الكروي والعطاءات التقنية التي تعتمد على الفرجة.الجمهور المغربي تواق إلى الندية في المباريات الكروية وأبرز بالملموس أنه لن يهجر ملاعب فرقه إذا ما كانت تحمل أجواء المتعة الكروية، هذا ما ذهب إليه معظم من فاتحتهم "المغربية" في موضوع ورقتنا هذه، الذي وجدنا أنفسنا مرغمين على تناوله مادام الشارع البيضاوي كان يعيش طيلة أسبوع كامل وما يزيد على إيقاع الديربي. أشار ثلة من الشباب، ممن استقت "المغربية" آراءهم، إلى أن هذه المناسبة الكروية ساهمت في انتعاش سوق الأقمصة الرياضية ذات اللونين الأحمر والأخضر، وكذا بعض الرموز التي تستعمل في التشجيع، من بالونات ولا فتات ورايات وغيرها، حيث تحولت معظم المناطق في المدينة الاقتصادية إلى أسواق للبائعين والمشترين، نفس الشيء، تقول مصادرنا، بالنسبة للتذاكر التي نفذت على بعد ثلاثة أيام من موعد الديربي، الشيء الذي يؤكد حسب آراء من فاتحناهم في الموضوع، أن الجمهور المغربي متعطش إلى مشهد رياضي خلاق ومبدع، وزاد في بث هذه الأجواء في الشارع المغربي، في نظر سعيد الضاوي، المواكبة المستمرة التي تنهجها وسائل الإعلام الوطنية المكتوبة والمسموعة والمرئية، إلى درجة أن لا تساؤل بين اثنين إلا عن من سيؤول إليه الديربي، ولم تخل هذه اللقاءات والمصادفات من تحاليل عفوية وأخرى مبنية على قرارات لمسيرة الفريقين، وتاريخهما. ما من شك يضيف متحدث آخر أن الجمهور الرياضي الوطني عندما يتتبع عن كثب وبلهفة الجنون الدوري الإسباني، فإنما هو إقرار بالنسبة له بأن منتوجه المحلي لا يوافق طموحه ولا يلبي رغباته،وهو إشارة أيضا إلى أنه عندما تصبح البطولة الوطنية معطاء وذات قيمة مضافة فلن يهجرها، وسيكون من الأوفياء للملاعب الوطنية،هذا ما ذهب إليه أيضا حفيظ السماعيلي، بتسجيله لنقطة حسنة حول مستوى الفرق الوطنية في الموسم الكروي الحالي، بالنظر إلى حدة التنافسية وحجم الانتدابات وقيمتها التي تشكل بالفعل مظهرا إيجابيا من شأنه أن يعيد الاعتبار للرياضة الوطنية ككل، هذه الرياضة يضيف محدثنا، كانت في السابق منبعا للأفراح والمسرات، وكانت بالفعل محط فخر واعتزاز، وأردف السماعيلي قائلا، إنه عندما ينافس عداؤونا نظراءهم في العالم ويفوزون، فإن ذلك كان يشكل فخرا بالنسبة لنا كمغاربة، وعندما يصنف أبطالنا في كرة المضرب في المراتب الأولى عالميا، فإن ذلك تشريف لنا، ونفس الشيء بالنسبة للنتائج الإيجابية للرياضات الأخرى وطنيا وإفريقيا وعربيا ودوليا. وشدد أحد من سألناهم عن ما يمكن أن تصل إليه الرياضة الوطنية في أفق السنوات المقبلة، أكد عبد اللطيف، 21 سنة، أن هناك وعا لدى الجهات المسؤولة، بأن الرياضة ليست مجالا للاستئناس والترفيه، إنما هي مورد اقتصادي مهم بإمكانه أن يساهم في التنمية الاجتماعية ويحسن أخلاق وسلوك الفرد، باعتبار الرياضة تلعب دور المهذب والمربي للحواس والذات الإنسانية. من جانبه، اعتبر رشيد الوعدودي، 28 سنة، أن على المسؤولين الاهتمام بالفئات الصغرى، باعتبارها النواة لصناعة منتخبات وطنية مواطنة وقادرة على مواجهة شتى التحديات، وأبرز محدثنا أن الرياضة المدرسية والنوادي الرياضية تبقى مشتلا للنجوم، الذين يجب أن يخضعوا للمراقبة المستمرة عبر مواجهة مشاكلها، التقنية والمالية وإخضاعهم للاحترافية في مجال تسييره، فزمن الهواية، يقول محدثنا، قد ولى والاحتراف هو رهاننا جميعا لنجعل جمهورنا يتخذ من البطولة الوطنية بديلا للريال والبارصا، فإذا لم نتوفق في التأهيل لنهائيات كأسي العالم وإفريقيا فإن طريق التحدي ستقوينا على إعداد العدة للحضور بقوة وصلابة في الاستحقاقات القارية والدولية المقبلة، ألسنا بلدا للتحديات؟!