عمت موجة من الاستياء وسط ساكنة مدينة خنيفرة، يوم الثلاثاء 24 غشت 2010، جراء انقطاع مياه الشرب بشكل مفاجئ، وليوم كامل تقريبا، وبعده في أولى ساعات صباح اليوم الموالي الأربعاء 25 غشت 2010، دون سابق إشعار أو إعلان، علما أن معدل الاستهلاك يتزايد بقوة تحت درجة الحرارة الملتهبة والمتزامنة هذه السنة مع شهر رمضان المبارك، الأمر الذي حمل السكان يوم الانقطاع المفاجئ إلى البحث عن الماء أو اللجوء إلى خيار اقتناء قنينات الماء المعدني كعبء انضاف على كاهل ذوي الدخل المحدود، بالأحرى الفئة الفقيرة، ومن بين التصريحات السكانية قال أحد المواطنين إنه لم يجد من خيار في هذا اليوم غير التفكير في ما كان محتفظا به من ماء بالثلاجة واستعماله مثلا في أمور غير الشرب، وبينما لم يفت الرأي العام المحلي تحميل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب مسؤولية الأزمة، لوحت عدة أحياء سكنية في ذلك اليوم بتنظيم مسيرات احتجاجية إلى مقر هذا المكتب أو عمالة الإقليم لأجل عدم تكرار ما جرى. مصدر حقوقي عمم تعليقا ندد فيه بعملية الانقطاع المفاجئ، ورأى في ذلك صورة من تلك «الفترات الحالكة التي مرت منها خنيفرة وظن الجميع أنهم تخلصوا منها، حيث كان المواطنون يجوبون الأزقة بالأواني والأدوات بحثا عن منازل تحتوي على آبار»، ولم يفت ذات المصدر الإشارة إلى عدد من المواطنين، ممن يتوفرون على سيارات، والذين أجبرتهم أزمة الماء في هذا اليوم على التوجه نحو منتجع أروكو، على بعد 11 كلم من خنيفرةالمدينة، قصد التزود بالماء، إلا أنهم فوجئوا بعاصفة رعدية قوية قطعت عليهم طريق العودة بالسيول الطوفانية والأوحال، واضطر العديد منهم إلى الإفطار في الخلاء بعيدا عن أسرهم. وتمنى السكان لو عملت مصالح المكتب الوطني للماء الصالح للشرب على إشعار السكان بأمر الانقطاع عبر مكبرات الصوت مثلا ستوفر عليهم تبعات المشكل ولو نسبيا، على الأقل لتأمين حاجتهم من الماء إلى حين معالجة مكامن الخلل، سيما أن نسبة الإقبال على الماء ترتفع في فصل الصيف وشهر رمضان المبارك. مصادر مسؤولة بالإدارة الإقليمية للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بخنيفرة، اتصلت بها «الاتحاد الاشتراكي»، عزت هذه الكارثة إلى «إرادة الله التي جاءت فوق الإرادة البشرية»، وبأن أسباب الانقطاع سببها توقف المحطة عن ضخ المياه نتيجة الأوحال وتلوث مياه الوادي على خلفية الأمطار القوية التي شهدتها ضواحي بمريرت وأم الربيع، وبعدها منطقة أروكو، فضلا عن عدم كفاية نسبة الصبيب المائي بأروكو ومحطتي حدو نحليمة، وعجزها عن تلبية حاجة السكان للماء، واكتفت مصادرنا بما يفيد أن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بخنيفرة يعمل كل ما في وسعه لأجل تجنب الوقوع في مثل الأزمة التي حدثت.