بالرغم مما يمكن أن يقال عن مضامين الكاميرا «الخفية المجنونة» للقناة الثانية، التي تجاوزت حدود الحمق بإحالتنا على الرقم «ترنتسيس» وماله من دلالات عن عدم الاكتراث بالآخر وعدم احترام القيم. وبالرغم من تحويل «طاكسي 36» من لحظة ل«الضحك»، الذي لا نعلم هل هو ضحك «مع» الآخر أو «عليه» إلى لحظة «خوف» و«ارتباك» إلى حد «الارهاب» و«الترهيب»، تجد هذه السلسلة «بنت الدار» في توقيت بثها وحظوة الإعلان عنها، حافزا جعلها تحظى بمتابعة جمهور المشاهدين خلال هذا الشهر العظيم »، وهو الأمر الذي تؤكده معطيات وأرقام نسب مشاهدة «ماروك ميتري». فقد مكنت هذه «الكاميرا الحمقاء» الى جانب السلسلة الفكاهية «ياك حنا جيران» بالرغم من المؤاخذات والهفوات التي سجلت على مستوى النص والتشخيص، من أن تجعل القناة الثانية تتبوأ المرتبة الأولى في الحقل السمعي البصري الرمضاني في أوساط المشاهدين، وتسمحان لها بأن تستمر في استقطاب جمهور المشاهدين المتلهفين لأعمال تخييلية درامية أو كوميدية رمضانية. هذا الواقع خلق ارتباكا برمجيا لدى صانعي القرار التلفزيوني في «دار البريهي»، فالأرقام الأولى ل«ماروك ميتري» خلال العشرية الأولى من شهر رمضان الفضيل، وضعت القناة «الأولى» في مرتبة متأخرة بعد «دوزيم»، بالرغم من كونها، أي «الأولى» اعتمدت على الجزء الثاني من السلسلة الفكاهية «دار الورثة»، التي، وإن سجلت العديد من الشخصيات التي تؤدي أدوارا فيها في بعض من حلقاتها، تطورا ملحوظا بفضل استماتتهم حتى لا يضيع النص منهم، والذي لا يوجد أصلا. هذا الواقع، جعل القناة الأولى لأجل تجاوزه، تحاول بث حلقات من السلسلة اليومية الجديدة «الشاف جواج»، التي يجسد أدوارها اثنان من خريجي برنامج «كوميديا» الخاص باكتشاف المواهب الشابة في الفكاهة. وتدور أحداث السلسلة الجديدة حول مفتش أمني يستضيف خلال كل حلقة وجها معروفا لاستنطاقه في مجموعة من الأمور، التي تتعلق بحياته الخاصة والعملية، قبل تحويله إلى الزنزانة الانفرادية في نهاية الحلقة. غير أن المشاهدة المتتالية لهذه السلسلة الفكاهية، تجعل المشاهد يعيش نوعا من الرتابة بعد إدمانه على مشاهدة ثلاث حلقات، حيث أنه بعدها سيعيش، كمشاهد، نفس متواليات أحداث سيناريو الحلقات السابقة، مع اختلاف المضمون بالطبع، بدءا من لحظة وصول الضيف، طريقة استقباله، دخوله، جلوسه، طريقة تقديمه الاستدعاء، طريقة وضعها... إلا أن ما يشفع في بعض من هذه الحلقات، هو حين تتابع «خبايا» مضحكة لفنانين. أما إذا «اختفت من السيناريو، فتلك الطامة الكبرى. فسر نجاح الحلقة في مدى قدرة السيناريست على البحث عن الاستثناء والملفات المفاجئة وغير المعروفة في حياة الفنانين. ولنا في هذا مثال الصحفي المصري محمود سعد. إن الخطأ الذي وقعت فيه القناة الأولى هذه السنة، أنها لم تتقاسم بشكل واضح الحصة الزمنية لمابعد الافطار، كما حدث السنة الماضية، حين تحكم توازن التوقيت في توازن الأرقام، كما أن من بين الأسباب أيضا في احتلال الأولى مراتب متأخرة، توجه المعلنين الى القناة الثانية مما قلص أو زاد من فارق المشاهدة بالنسبة لجمهور مشاهدي البرامج الرمضانية.