الأخ عبد الهادي خيرات، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، السادة رجال الإعلام الحاضرين معنا لتأطير هذا اللقاء، السادة ممثلي الأحزاب الوطنية الديمقراطية والتقدمية: السادة ممثلي النقابات والجمعيات الثقافية والتنموية والاجتماعية والحقوقية، أيتها الأخوات، أيها الإخوة، أيها الحضور الكريم. يشرف الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالمحمدية زناتة أن تشكر جميع الذين لبوا دعوتها، لحضور هذا اللقاء في هذا الشهر المبارك، ونحن سعداء أيضا أن نستضيف أحد أبناء الاتحاد الاشتراكي البررة، الأخ عبد الهادي خيرات عضو المكتب السياسي للحزب الذي نعتبره أحد المنشغلين الى حد القلق المنتج بالمجال السياسي المغربي، وبمصير المغرب ومستقبله، والذي لا يتورع باستمرار في أن يعبر عن مواقفه بكل جرأة وشجاعة، سواء داخل هياكل الحزب أو في وسائل الاعلام الحزبية والوطنية. أيتها السيدات، أيها السادة، أيها الحضور الكريم، إن طرح موضوع «المجال السياسي الوطني وأسئلة المستقبل» للمساءلة في هذا اللقاء أملته علينا عدة اعتبارات نابعة من ملحاحية تشخيص هذا المجال، في مكوناته وفاعليه الكبار والمؤثرين من المؤسسات الدستورية الكبرى الى الأحزاب السياسية والفاعلين الاجتماعيين وقوى التأطير الاجتماعي المتمثلة في مجتمع مدني ناهض، وجمعيات ذات طابع سياسي وثقافي وديني وهناك وسائل الاعلام التي تقوم بالتأطير السياسي في اتجاهات شتى. ولعل أهم ما يدعو الى التتبع والانشغال ويكتسي أهمية بالغة بالنسبة لهذا المجال، هو الأدوار والمهام الفعلية لمكونات هذا المجال، في علاقتها بالقانون من جهة وبممارسة السلطة فعليا من جهة ثانية، بالإضافة الى طبيعة العلاقات بينها التي نلاحظ أنها من التعقيد والتشابك بمكان في مغرب اليوم: هل يحكم العلاقات بين مكونات المجال السياسي الوطني نسق وطني منطقي يتغيى العمل بإخلاص من أجل مغرب الغد، مغرب العدالة الاجتماعية والحداثة والديمقراطية الحقيقية في ظل تحديات ورهانات كبرى داخلية وخارجية؟ إن المتتبع لديناميات المجال السياسي المغربي، يسجل في كثير من الأحيان، وفي محطات محددة، اصطفافات سياسية عصية على الفهم، وتوليفات ظرفية تبعث على الحيرة والاندهاش، كما أن المنشغل بالعمل المؤسسي للدولة سيدرك أن هناك تفاوتا كبيرا في أداء المؤسسات، تمكن قراءته كوجه من أوجه عدم التوازن في ممارسة السلطة، ببروز مؤسسة على مؤسسات أخريات، أو بضعف بنيوي في مؤسسات معينة بحكم القانون أو بحكم مثبطات الواقع الفعلي، في مقابل مؤسسات أقوى تعمل بنجاعة ومردودية أكبر، دون أن تستطيع مقاربة كل المشاكل المطروحة على المغاربة اليوم وغدا. إن هذا اللاتوازن في أداء المؤسسات هو الذي يجعل كثيرا من الفاعلين السياسيين، ومن بينهم حزبنا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يرفعون مطلب القيام بالإصلاحات الضرورية، وذلك في أفق مواجهة تحديات المستقبل، ومحاولة طي صفحة كل السلبيات التي أنتجتها ممارسة السلطة بالمغرب منذ الاستقلال والى الآن. أيتها السيدات، أيها السادة، أيها الحضور الكريم إذا ما اقتصرنا في التأمل على الأحزاب السياسية عامة، وعلى حزبنا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالخصوص، فإن إعمال مبادئ الديمقراطية الداخلية الحقيقية بين كل مكوناته، في القيادة وفي القاعدة والقطاعات والهياكل الحزبية، محليا وإقليميا وجهويا ووطنيا، وتنفيذ ما أجمع عليه الحزب في مؤتمراته وأجهزته الوطنية، هو الذي من شأنه أن يعبر بنا نحو ضفاف المستقبل بأمان، كما أن علينا أن نحسم ،وبالصرامة النضالية اللازمة، في الضوابط التي تحكم عملنا، وأن تعطي الأولوية للمبادئ الثابتة لا للمواقع الطارئة، حتى تجنب حزبنا كل الهزات والمشاكل التي لن تسعفنا في التطلع الى مواجهة المستقبل بكل تحدياته، من خلال ممارسة سياسية فاعلة ومؤسسة، وملتزمة بقضايا المجتمع المغربي. وحتى يكون الأمر واضحا بالنسبة للجميع، فنحن في إقليمالمحمدية كنا، وسنبقى أوفياء لحزبنا الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نحن مع الشرعية الديمقراطية، ومن ثم فإننا نساند كل الجهود التي تبذلها قيادتنا من أداء أفضل. نحن مع وحدة الحزب ولكن ليس بأي ثمن، نحن نعتبر أن الاتحاد هو البيت الكبير الذي يحتضن كل أبنائه وبناته، من مناضلات ومناضلين، ولكننا أيضا مع إعمال مبدأ المحاسبة، والقيام بالنقد الذاتي الضروريين، ومع الوقوف في وجه كل الممارسات المغامرة التي تحركها دوافع شخصية مصلحية، والتي تريد أن تعصف بكل رصيد الحزب وبكل المجهودات التي بذلها المناضلات والمناضلون فتضعف الحزب، وتؤثر سلبا على إعداده للمستقبل. هذه بعض انشغالات الكتابة الاقليمية للاتحاد الاشتراكي التي كانت من وراء الدعوة لهذا اللقاء في هذه الليلة الرمضانية المباركة، نتمنى أن يساهم الشكل الذي اخترناه لتنظيمه، والذي اعتمد تقنية الحوار المباشر بين صحافيين متمرسين، ليسوا بعيدين عن حزبنا، يهتمون بالاتحاد الاشتراكي ويكتبون عنه باستمرار، ليس في الاتجاه الذي يرضيه دائما، وبين مسؤول حزبي وسياسي من مستوى رفيع، ومسؤول أيضا عن الاعلام الحزبي نتمنى أن يساهم هذا الشكل في تكريس وطني صحي ننشده جميعا. ومن جهة ثانية، فإن غايتنا أن يكون هذا اللقاء منطلقا لحوار مسؤول نفتتحه اليوم، وسنستمر فيه في المحمدية، من أجل تواصل أفضل مع الرأي العام المحلي والوطني، وسيكون لنا نشاط ثان خلال هذا الشهر المبارك، يوم الجمعة المقبل 27 غشت 2010 في نفس المكان، ونفس التوقيت، وسيهتم هذه المرة بالشأن المحلي من خلال موضوع: «التنمية المحلية بجماعات عمالة المحمدية: المتطلبات والعوائق»، وستنشط هذا اللقاء أطرنا الحزبية محليا، ومن خلاله سنجيب عن أسئلة المواطنين والمواطنات الذين سيحضرون معنا».