هل سيستيقظ هتلر من مرقده عندما تتبدد حقيقته المطلقة بأن الدماء التي كانت تسري بعروقه لا تنتمي إلى العرق «الآري»، الذي طالما اعتبره أسمى عرق في البشرية، وخول له قتل باقي البشر؟. هل كان ربما سيغير من تعامله مع اليهود، الذين يتهمونه بإبادتهم، عندما يدرك أن أصوله ربما يهودية؟ أم أن أصوله المغاربية قد تدفعه إلى الافتخار ببسالة بني جلدته الذين قاتلوا في صفوف جيوش الحلفاء رغم أنهم أذاقوا جنده شر الهزائم في معارك حاسمة خلال الحرب العالمية الثانية؟.. قد تبدو هذه المعطيات غريبة، لكنها تظل «حقيقة» علمية توصل إليها المحقق الصحافي البلجيكي «جون بول مولدر»، حيث أكد أن أصول أدولف هتلر قد تكون إما يهودية أو أمازيغية. ولقد اعتمد هذا المحقق في أبحاثه على تحاليل للحمض النووي (ADN) للحفيد الأكبر لهتلر، ألكسندر ستيوارت هوستون (61 سنة)، الذي يعيش في «لونغ أيلاند» بنيويورك، انطلاقا من منديل سقط من هذا الأخير. كما أخضع للتحليل عينة من الحمض النووي لأحد أبناء عم هتلر، المزارع «نوربت ه.» الذي يعيش في النمسا. فأكدت التحاليل المخبرية أن ذلك الحمض النووي يحتوي على أحد أنواع الكرومزوم « Y» الذي يندر وجوده في ألمانيا وباقي دول غرب أوربا، لكنه شائع في أوساط اليهود وأمازيغ شمال إفريقيا، سيما المغاربة منهم. وقال الصحافي البلجيكي: «إن [ذلك النوع من الكروموزم] شائع الوجود في أوساط الأمازيغ بالمغرب، الجزائر، ليبيا وتونس، إلى جانب يهود الأشكينازي والسفارديم». وأضاف بالقول: «ومن هذا المنطلق يمكن الافتراض أن هتلر تربطه علاقة بأشخاص كان يحتقرهم». وأوضح بأن المجموعة العرقية التي يحددها ذلك الكروموزم هي « e1b1b»، وهو نادر في أوربا، رغم أنه منتشر إلى حد ما في أوساط ساكنة اليونان وصقلية، الذين اكتسبوه بدورهم من القبائل الأمازيغية بشمال إفريقيا. من جانبه، أوضح «روني ديكورت»، الخبير بالجينات بجامعة لوفين الكاثوليكية ببلجيكا قائلا: «مما لا شك فيه أن هتلر لن يكون سعيدا بهذا الأمر. فالعرق والدم كانا يحظيان بأهمية كبرى في عالم النازيين. وقلق هتلر من أصوله لم يكن أمرا مبررا. إذ كان من الواضح أنه لا ينحدر من«العرق الصافي» أو «الآري»..». ويضيف الخبراء أن الأصول المهاجرة لهتلر تعود افتراضيا، إلى عدة أجيال قد تتراوح ما بين ثلاثة أجيال أوعشرين جيلا.