أدى اندلاع شبه حريق يوم الخميس 19 غشت الجاري بمستودع بزنقة أبو زيد الدادوسي بمقاطعة المعاريف بعمالة مقاطعات الدرالبيضاء آنفا، إلى انتشار حالة من الذعر في أوساط السكان سواء القاطنين بالعمارة المعنية أو القاطنين المجاورين، بفعل احتضان المخزن لمواد كيماوية تستعمل في تركيب مادة لصباغة الشعر، إضافة إلى استعمالات أخرى متعددة، والتي تعتبر مادة سريعة الاشتعال، الأمر الذي شكل تهديدا بإحداث كارثة ذات خطورة كبيرة على محيط الحادث والمتواجدين لحظتها به؟ وقد حلت بمكان الحادث ساعتها عناصر الوقاية المدنية ورجال الأمن، وعناصر الشرطة العلمية الذين شرعوا في فحص مكان الحادث والبحث في أسبابه، وذلك لتحديد الكيفية التي كان من الممكن أن تؤدي إلى خسائر أفدح قد لاتقف عند حدود الممتلكات، بل يمكن أن تطال حتى الأرواح سواء عبر ألسنة اللهيب أو الاختناق، لولا الألطاف الربانية، حيث عبر عدد من المواطنين، عن امتعاضهم من الكيفية التي تغض فيها مكونات السلطة المحلية الطرف، حول استغلال مثل هذه المحلات كمخازن ومستودعات لتخزين مواد كيماوية ضارة وسلع مختلفة، قد تتسبب في إحداث كوارث في كل وقت وحين، خاصة إن وقع الامر في فترة ليلية على سبيل المثال وتعذر التعجيل بالتدخل، وأشار البعض الآخر إلى أن جل أزقة مقاطعة المعاريف قد تحولت من حي سكني إلى حي صناعي، يحتضن وحدات إنتاجية وورشات تتعدد ما بين النجارة والميكانيك والتلحيم وصباغة السيارات ...، دون الحصول على تراخيص ودون أن يكون الأمر قانونيا ومقبولا، إذ تعطى الاشارة الخضراء من طرف الجهات المعنية للراغبين في تنظيم هذه الأنشطة الصناعية والحرفية، لكي يشرعوا في اشتغالهم دون أدنى مشكل؟ محلات لبيع العقاقير، وأخرى «للرادياتورات» والقائمة طويلة لمجموع «الوحدات» التي نبتت وانتشرت كالفطر بالمعاريف، والتي تعرض السكان لمستويات مختلفة من الأذى تتنوع ما بين الازعاج وإقلاق راحتهم وسكينتهم، وبين نشر علل وأمراض تتسبب فيها المواد المستعملة في هذه الورشات، وبين «محرقات» محتملة يمكن أن تندلع نيرانها وتتسبب في أحداث مأساوية، ليتضح أن عددا من الأزقة أصبحت بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار في كل لحظة!