فر سكان بشارع الفوارات، بمقاطعة الحي المحمدي في الدارالبيضاء، ليلة الجمعة من منازلهم، بعد أن استيقظوا على دوي انفجار هز محلا لبيع العقاقير وهدم منزلا من طابقين في الزنقة 12. وقال شهود عيان إنهم كانوا يغطون في النوم قبل أن يستيقظوا على دوي انفجار قرابة الواحدة والنصف ليلا، واعتقدوا أن الأمر يتعلق بتفجير إرهابي. وقال أحد سكان الزنقة 12 حيث وقع الحادث، إن الرجال، كما النساء والأطفال، القاطنين في الأزقة المجاورة لمكان الانفجار، غادروا منازلهم حفاة، وتاهوا في أزقة كسر سكونها زعيق سيارات إطفاء سارعت إلى مكان الحادث. وعلم من مصدر من الوقاية المدنية بالدارالبيضاء، أن الحريق شب في محل لبيع «مواد العقاقير» يقع في الزنقة 12 بشارع الفوارات، قرابة الساعة الثانية عشرة ليلا، ليتدخل رجاء الإطفاء لإخماد نيران ظلت تنبعث منها أدخنة كثيفة، بحكم وجود مواد كيماوية وقابلة للاشتعال داخل محل مخصص لبيع مواد الصباغة والمحاليل الكيميائية المعروضة في محلات «الدروكري»، قبل أن يطيح انفجار قوي أرضا بأربعة إطفائيين وبرجال شرطة كانوا في مكان الحادث، والذين أصيبوا بجروح ونقلوا إلى مستشفى محمد الخامس لتلقي الإسعافات الأولية. وأدى الانفجار إلى هدم منزل من طابقين غادره سكانه بمجرد أن شبت النيران في المحل التجاري. وحذر مسؤول في الوقاية المدنية لمدينة الدارالبيضاء، رفض الكشف عن هويته، من وجود ما أسماه ب«القنابل النائمة» داخل الأحياء الشعبية الآهلة بالسكان، وقال: «لطالما حذرنا السلطات المحلية، في إطار اللجن الجهوية، من وجود محلات تبيع موادا خطيرة لا يتقيد أصحابها بنظام الوقاية من الحرائق، الخطير أن محلات «الدروكري» متمركزة في أحياء شعبية آهلة بالسكان، وبعضها يتوفر على مخزون مهم من مواد متفجرة وخطيرة». وقال المصدر ذاته: «باستثناء عمالة مقاطعات آنفا التي أحصت عدد محلات بيع العقاقير داخل ترابها ووجهت رسائل تحذير إلى أرباب المتاجر للتقيد بإجراءات السلامة وتخزين المواد الخطيرة القابلة للاشتعال، فإن باقي العمالات تعج بأنشطة تجارية لبيع العقاقير. نتمنى أن تعي السلطات خطر وجود «دروكري» وسط حي سكني وما يمكن أن يقع من كوارث في حالة اندلاع حريق لا قدر الله». وكانت سلطات الدارالبيضاء قد كلفت أعوانها بإحصاء عدد المحلات المخصصة لبيع المواد الخطيرة القابلة للاشتعال أياما عقب التفجيرات الإرهابية التي شهدها شارع مولاي يوسف يوم 14 فبراير الماضي. وحمل أعوان السلطة تحذيرات لبائعي العقاقير من مغبة بيع مواد يمكن أن يعتمدها الانتحاريون كمواد أولية لصنع الأحزمة الناسفة والمتفجرات التقليدية.