تمكن طاقم هام من عناصر الوقاية المدنية للقيادة الجهوية بمراكش من إخماد حريق شب بعد الساعة الثانية عشرة من زوال الثلاثاء الماضي بمستودع للقطن والإسفنج بالطابق الأرضي لعمارة سكنية مشكلة من خمسة طوابق تتواجد بشارع الداخلة بحي المسيرة الأولى. عناصر الإطفاء اعتمدت تجهيزات ومعدات هامة حالت دون انتشار وامتداد ألسنة النار إلى كل طوابق العمارة. وبعد ساعات من المجهودات والمحاولات تم إخماد الحريق في حدود الساعة الرابعة عصرا، ومن ألطاف الله أنه لم يخلف ضحايا باستثناء إصابة مواطن بحالة إغماء وعنصر من الوقاية المدنية بإصابة خفيفة ليتم نقلهما إلى مستشفى ابن طفيل لتلقي الإسعافات الضرورية. وفي المقابل أسفر الحريق عن خسائر مادية مهمة بالمخزن الرئيسي للمستودع قدرت بملايين السنتيمات. وأوضح مصدر من الوقاية المدنية أن الحريق ألحق أضرارا بالطابقين الأول والثاني للعمارة وأمتعة بعض الأسر ومحلات تجارية مجاورة. مصادر مقربة من الموضوع أكدت أن أسباب اندلاع الحريق مازالت مجهولة فيما لم يستبعد مهتمون أن يكون خطأ إنساني بسيط وراء الحريق نظرا لوجود مواد قابلة للاشتعال بهذا المستودع وفي مقدمتها مادة «الحلفاء» ثم الاسفنج والقطن. الحادث يطرح من جديد تساؤلات عدة عن تواجد مثل هذه المستودعات وسط تجمعات وأحياء آهلة بالسكان وبالتالي عن مدى توفرها على ظروف السلامة والتي من شأنها الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين. وذهبت جهات إلى الدعوة لإزالة مثل هذه المستودعات التي لا تتوفر على رخص قانونية وعلى شروط السلامة بعيدا عن الاحياء السكنية وفي خضم استياء واستنكار للحادث ذكر بعض قاطني العمارة السكنية المذكورة أن الحريق فاجأهم بعد سماعهم في البداية دوي انفجار ليتصاعد دخان كثيف لألسنة اللهب الأمر الذي زرع رعبا وذعرا في أوساطهم ليتمكن بعضهم من الفرار فيما صعد آخرون إلى سطح العمارة طلبا للنجدة حيث تم الاتصال بالوقاية المدنية والجهات الأمنية التي هرعت إلى عين المكان وطوقت الأزقة المؤدية الى مكان الحريق. إلى ذلك فتحت الجهات المسؤولة والمعنية تحقيقا في الموضوع لمعرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى وقوع الحادث.