كشف الممثل والمخرج الفرنسي، ذو الأصول المغربية، رشدي زام، أن صاحب «الأهالي»، المخرج الجزائري رشيد بوشارب رفض عرض إخراج فيلم حول قضية «عمر رداد» سنة ((1994، كان من المنتظر أن يقوم هو ببطولته، وذلك بدعوى انشغاله بمشاريع أخرى ، وعدم رغبته الخوض في القضايا التي لازالت تثير الكثير من النقاشات القانونية وذات الحساسية، الأمر الذي دفعه، حاليا، لأن يأخذ المبادرة، ويسعى شخصيا، لإخراج الفيلم الذي سيكون جاهزا للعرض ابتداء من السنة المقبلة. وأوضح الفنان المغربي لوسائل إعلام جزائرية محلية، مؤخرا، على هامش العرض العمومي الأول لفيلم بوشارب الجديد «خارجون عن القانون» الذي يلعب بطولته إلى جانب زميله المغربي جمال الدبوز.. أن إنجاز فيلمه الجديد الثاني هذا كمخرج ، والذي يأتي بعد تجسيده للعديد من الأدوار المهمة في أفلام سينمائية كبيرة، أن هذا الانجاز - الإخراج سيسعى، سينمائيا، إلى أماطة اللثام عن جوانب أساسية من قضية البستاني المغربي الذي حكم بثماني عشرة سنة سجنا نافذا، قضى منها سبع سنوات قبل الإفراج عنه بعفو رئاسي، وذلك بتهمة قتله لمشغلته الفرنسية غيسلان مارشان سنة 1991، بعدما عثرت الشرطة الفرنسية على عبارة مكتوبة بدم الضحية بقبو منزلها، فحواها «عمر قتلني»، وهي نفس العبارة التي سيحملها فيلم رشدي زم الجديد، الذي من المقرر أن يخرج إلى القاعات السينمائية الفرنسية والدولية مطلع2011 . . وقد أثارت مجريات محاكمة المهاجر المغربي، حينها، والعبارة «الدموية» التي تم اعتقاله واتهامه على أساسها بقتله العجوز غيسلان مارشال، نقاشا كبيرا في أوساط الرأي العام الفرنسي، في تسعينيات القرن الماضي، باعتبار عدم صلابة براهين وأدلة الاتهام، ومن منها العبارة ذاتها «عمر قتلني» التي زُعِمَ أن الضحية كتبتها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة، واعتراها خطأ إملائي بسيط لا يمكن لغيسلان مارشال أن تقع فيه، وهي برهان الاتهام الأساس الذي اعتمد عليه القضاء الفرنسي في مواجهة نفي عمر الرداد الادعاءات المنسوبة إليه ودفاعة الممَثَّل في المحامي الفرنسي الشهير جاك فيرجاس. وفي هذا الإطار قال رشدي زم لجريدة «جورنال دو ديمونش» في عددها الآخير :«لما تعمقت في البحث حول تفاصيل القضية، التمست عناصر مهمة كان من شأنها المساهمة في تبرئة عمر رداد» الذي سيقوم بدور البطولة فيه سامي بوعجيلة، بينما سيلعب دور المحامي جاك فيرجيس الممثل الفرنسي موريس بوتيشو وأضاف: «أحاول أن أكون موضوعيا، أؤمن ببراءته ولكن دونما تأليهه».