تعود قضية البستاني المغربي عمر الرداد إلى الواجهة، لكن هذه المرة من خلال فيلم سينمائي سيخرجه الفنان المغربي الأصل رشدي زم، في ثاني تجاربه الإخراجية بعد أن شارك كممثل في مجموعة من الأفلام توجت بفوزه بجائزة أحسن ممثل في مهرجان كان رفقة أبطال الفيلم الشهير "إندجين". ويشتغل رشدي زم حاليا رفقة المخرج الجزائري رشيد بوشارب على إنجاز سيناريو الفيلم، وذلك انطلاقا من الكتاب الذي ألفه عمر الرداد، والذي حمل عنوان "لماذا أنا؟"، وهو الكتاب الذي أكد فيه عمر الرداد براءته من تهمة قتل مشغلته غيزلين مارشال، والذي اقتنت الشركة المنتجة حقوقه منذ حوالي سنة. وحسب مصادر صحفية، فإن شخصية عمر الرداد سيتم تشخيصها من طرف الممثل سامي بوعجيلة، الذي سبقت له هو الآخر المشاركة في فيلم "إندجين"، بينما تمويل المشروع سيتم من طرف شركة رشيد بوشارب. أما عن سبب اختياره لهذا الموضوع، فأكد رشدي زم أن ذلك يعود للأثر الكبير الذي خلفته هذه القضية في نفسه، بالإضافة إلى اقتناعه بأن عمر الرداد تم الحكم عليه عن طريق الخطأ وهو مقتنع ببراءته، لهذا قرر أن يسلط الضوء من جديد على هذه القضية التي شغلت الرأي العام الفرنسي، دون نسيان ارتباطه بالموضوع، كون عمر الرداد مغربي أي من نفس البلد الأصلي لرشدي زم. وكان عمر الرداد قد ألقي عليه القبض في سنة 1991 بتهمة قتل مشغلته قبل أن يصدر في حقه حكم سنة 1994 بالسجن 18 سنة، إلا أنه استفاد من عفو الرئيس جاك شيراك سنة 2001، حيث مازال يعيش حاليا في فرنسا، حيث أشارت مصادر صحفية إلى أنه يعاني حاليا من البطالة. وكانت قصة عمر الرداد قد شكلت موضوع مجموعة من الأشرطة الوثائقية التي حاولت فك خيوط لغز القضية، والتي تضاربت حولها الآراء بين مؤكد لبراءة عمر الرداد ومن يرى أنه مذنب استحق العقاب. للإشارة، فإن رشدي زم، الذي تم تكريمه من طرف مهرجا كازا سينما سنة 2006، هو من مواليد منطقة "أوت سين" الفرنسية من أبوين مغربيين، بدأ بأدوار صغيرة في السينما ابتداء من سنة 1987، وانتظر حتى سنة 1995 للحصول على أول دور بارز بفضل المخرج اكسافيي بوفوا، قبل أن صل إلى قمة الأداء بفضل فيلم "إندجين"، والذي حصل بفضله، إلى جانب أبطال الفيلم، على جائزة أحسن دور رجالي، لينتقل بعد ذلك إلى الإخراج، حيث أنجز فيلمه الأول "نية سيئة"، كما تم اختياره في السنة الماضية لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة "الكاميرا الذهبية" في مهرجان كان السينمائي