أكد محامي عائلة الضحية جيزلين مارشال، أنه سيرفع قضية ضد المخرج والممثل الفرنسي المغربي الأصل رشدي زم، بسبب عزمه إنجاز فيلم حول البستاني المغربي عمر الرداد، والذي اتُّهم بقتل جزلين، وصدر في حقه حكم بالسجن 18 سنة، قبل أن يغادر السجن بعد قضائه مدة سبع سنوات، مستفيدا من عفو رئاسي من الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك. واعتبرت عائلة الضحية أن الفيلم سيشكل إهانة وعدم احترام لذكرى السيدة المتوفاة، لأن المخرج قرر تقديم الشريط من زاوية واحدة هي زاوية عمر الرداد من خلال كتابه الذي أصدره تحت عنوان: "لماذا أنا؟"، وقد أكد محامي العائلة في تصريح لبرنامج "50 دقيقة إنسايد"، الذي تقدمه قناة تف1، أن عائلة جيزلين مارشال لا تفهم كيف يقوم المخرج بإنجاز فيلمه من أجل تبرئة متهم صدر في حقه حكم نهائي، بل أكثر من ذلك تم رفض كل الالتماسات التي قدمها للمحاكم داخل فرنسا وكذلك محاكم الاتحاد الأوربي، واعتبر أن الشريط يحاول اللعب على جوانب عاطفية من أجل جلب أكبر عدد من المشاهدين، مضيفا أن إطلاق سراح عمر الرداد لم يتم بسبب تبرئته، ولكن لأنه استفاد من صفقة عقدت بمناسبة الزيارة التي كان قد قام بها الملك الراحل الحسن الثاني لباريس. من جهته، استمر جاك فرجيس، المحامي السابق للرداد، في التأكيد على أن البستاني المغربي بريء مما نسب إليه، وأن عملية التحقيق في القضية قد شابتها العديد من الخروقات، مما أدى إلى تدمير أدلة كان بالإمكان أن تساهم في براءة عمر الرداد، كما عاد إلى التذكير بأن الجملة التي كتبت على باب القبو الذي قتلت فيه الضحية وهي: omar m'a tuer لا يمكن أن تكتبها الضحية لأنها كانت متعلمة، ولا يمكن أن ترتكب خطأ بسيطا في اللغة. للإشارة، فإن محاكمة الرداد حظيت بمتابعة كبيرة، كما أن حسمها جاء بفارق صوت واحد بين المحلفين، ومباشرة بعد إعلان الحكم انطلقت صيحات التنديد بالحكم الذي وصف ب"العنصري"، ووصل الأمر إلى درجة تنظيم مسيرات احتجاجية. أما بخصوص الفيلم الذي يتم تصويره حاليا في مدينة نيس الفرنسية، فقد استمر الإعداد له سنتين، حيث تعاون المخرج رشدي زم مع زميله المخرج الجزائري رشيد بوشارب من أجل كتابة السيناريو، وقد وقع الاختيار على الممثل موريس بونيشو للقيام بدور المحامي فرجيس، في حين سيجسد دينيس بوداليدس شخصية الشرطي الذي كلف بالتحقيق في القضية، بينما ستقدم الممثلة سالومي ستيفين دور إحدى صديقات الضحية. وقد قرر المخرج إعطاء الفيلم عنوانا هو الجملة الشهيرة التي ارتبطت بهذه القضية: "عمر قتلني". وبخصوص الدور الرئيسي في الفيلم، فقد منح للممثل سامي بوعجيلة، وهو من أصل جزائري، حيث سيجسد شخصية عمر الرداد. وقد سبق لبوعجيلة أن شارك إلى جانب رشدي زم في فيلم "أنديجين" الذي أخرجه رشيد بوشارب، كما شارك نفس الثلاثي في الفيلم الذي يشارك حاليا في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، والذي يحمل عنوان "الخارجون على القانون" إلى جانب الممثل المغربي الأصل جمال الدبوز. وإذا كان رشدي زم قد سبق تكريمه في مهرجان مدينة الدارالبيضاء، فإن سامي بوعجيلة شد إليه الأنظار عند حضوره رفقة جمال الدبوز لعرض خاص لفيلم "أنديجين" في ساحة جامع لفنا بمناسبة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث لم يتمالك سامي نفسه عن البكاء عندما شاهد الجمهور الغفير الذي حضر لتتبع الفيلم. للإشارة، فإن الفيلم عن عمر الرداد يعتبر ثاني شريط يخرجه رشدي زم بعد عمله الأول:mauvaise foi ، والذي قام كذلك ببطولته إلى جانب الممثلة سيسيل دو فرانس، والذي عكس صراع الثقافات بين مسلم تربطه علاقة غرامية بيهودية.