يقوم الممثل الفرنسي من أصل مغربي، رشدي زم، بنقل مأساة البستاني المغربي عمر الرداد، الذي اتهم سنة 1991 بفرنسا بقتل مشغلته، والذي يواصل إعلان براءته من ارتكاب هذه الجريمة. وأكد منتج الفيلم رشيد بوشارب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفيلم سيحمل عنوان "عمر قتلني"، وهو مقتبس عن الكتاب الذي ألفه عمر الرداد عن مأساته، تحت نفس العنوان. وأشار بوشارب، الذي يعد فيلمه "الخارجون عن القانون" ضمن اللائحة الرسمية للأفلام المتنافسة في المهرجان الدولي للسينما بكان (21 -23 ماي) وأشار بوشارب، المدافع المستميت عن "سينما مغاربية قوية وموحدة"، إلى أنه تم الشروع في تصوير الفيلم بضواحي مدينة نيس الفرنسية، مكان الجريمة، قبل استكمال التصوير بباريس. وسيتم تشخيص دور عمر الرداد من طرف الممثل ذي الاصول التونسية سامي بوعجيلة، الذي اشتهر بالدور الذي أداه في فيلم "أنديجين" (الأهالي) إلى جانب رشيد زم وجمال الدبوز. للاشارة فإن هذا العمل يعد ثاني تجربة إخراجية لرشيد زم، بعد فيلمه الأول "نية سيئة" (2006). فهذا الابن لمهاجرين مغاربة منحدرين من سكورة ، على مقربة من ورزازات، سبق له أن لعب أدوارا سينمائية تحت إشراف أشهر المخرجين السينمائيين الفرنسيين مثل أندري تيشيني وباتريس شيرو، إلى جانب مشاركته في أفلام إلى جانب ممثلين آخرين مثل جيرار ديبارديو وغاد المالح. غير أن شهرته كممثل نالها عن تتويجه المزدوج بجوائز الاوسكار (أوسكار السينما الفرنسية)، وكذا تتويجه في مهرجان كان سنة 2006، حين حصل على جائزة أفضل دور رجالي مع الممثلين الآخرين في فيلم "أنديجين ". للاشارة فإن رشيد زم يشارك، إلى جانب زملائه في "أنديجين" سامي بوعجيلة وجمال الدبوز، في الفيلم الجديد "الخارجون عن القانون الذي شارك ضمن المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي. وقد خلف الفيلم، قبل نزوله إلى قاعات السينما، ردود فعل عنيفة، فيما أثار بعد عرضه الجمعة الماضي بكان، جدلا واسعا بفرنسا حول التأويل الذي قدمه لمجازر سطيف (الجزائر)، التي كلفت حياة آلاف الجزائريين يوم 8 ماي 1945، بعد قمع مظاهرة من قبل الجيش الفرنسي. فقد عارض منتقذوه، قدماء المحاربين في حرب الجزائر (1954 -1962) والاحتياطيين الجزائريين ضمن الجيش الفرنسي وكذا منتخبو اليمين الفرنسي، هذا الفيلم، الذي، بنظرهم، يناصر أطروحة حزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية، ويشبه ممارسات الجيش والشرطة الفرنسيين ب"الغيستابو" الألمانية. ويؤكد رشيد بوشارب، من جهته أن فيلمه "لاهو بالمتحيز ولا بالمجامل لجبهة التحرير الوطنية الجزائرية إبان الحرب" بقدر ماهو فيلم يروم فتح نقاش، وأنه ليس معركة للاقتتال، مشددا على أن المشاهد لفيلمه سيعاين بأن "فيلمي لا يكن ّأي عداء لفرنسا". الفيلم يصور مذابح سطيف، التي ينقسم المؤرخون حول عدد ضحاياها، غير أنه يتولى بالاساس سرد تاريخ ثلاثة إخوة جزائريين تم طردهم من بلدهم، غير أنهم عقدوا العزم على استرجاعه في يوم من الأيام. وبعد استقرارهم على مقربة من باريس، التحق إثنان منهم بفرع جبهة التحرير الوطني الجزائرية بضواحي باريس، فيما سقط الثالث في أحضان أوساط المنحرفين. ويتعرض الفيلم أيضا لتصفية الجزائريين من قبل جبهة التحرير الجزائريةبفرنسا وكذا لأساليبها العنيفة. ودافع بوشارب في لقائه مع الصحافة، عن مقاربته التي تبتعد عن المجاملة بقوله "قدمت شخصيتي الرئيسية في الفيلم من زاوية عنيفة وشنيعة، ليست هناك أية مجاملة". وهكذا وبعد فيلم "أنديجين"، الذي أثر بشكل كبير في الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ودفعه إلى مراجعة معاشات قدماء المحاربين المغاربيين من أجل تحرير فرنسا، يتناول بوشارب في فيلمه "الخارجون عن القانون" التاريخ الاستعماري لبلده الأصلي. وسيتعرض بوشارب في الجانب الثالث والأخير من هذه المقاربة التاريخية السينمائية ل"50 سنة من الهجرة الافريقية بفرنسا" بمشاركة نفس الفريق.