يكثر ، عادة ، خلال أيام الصيف التوجه نحو الصيدليات و العيادات و المستشفيات العمومية نظرا لما يرافق ارتفاع حرارة الجو من أمراض ، منها تلك التي تصيب الجهاز الهضمي نتيجة تناول واستهلاك الفواكه الموسمية ( البطيخ بأنواعه المختلفة ، «الدلاح» ، الخوخ، العنب... » . وهي الوضعية التي تشكل مبعث قلق وأرق بالنسبة للعديد من الأسر . تقول (مليكة) ربة بيت « أخاف على طفلي من التسمم لذا فأنا أمنعه من تناول الفواكه الموسمية ( بطيخ وغيره) لأنها تكون عرضة للشمس ، وهذا يتسبب في إصابة طفلي بالإسهال». و تضيف سعاد ( ربة بيت ) بشأن الموضوع نفسه: «مرة قدمت لابني بعضا من الخوخ بمجرد أن أحضرته من السوق فتسبب له في إسهال حاد الشيء الذي دفعني الى نقله على وجه السرعة إلى الطبيب خوفا من أن تحدث له مضاعفات » . وهناك من الآباء والأمهات من يفضل عدم إدخال الفواكه «الصيفية إلى البيت ، وذلك تفاديا لزية مضاعفات صحية، من هؤلاء ( محمد 43 سنة محاسب بإحدى المطبعات) الذي يقول «منذ كنت شابا وأنا أقاطع الدلاح، لأنه مرة تسبب لي في إسهال حاد، و قد تكرر نفس الشيء عدة مرات، لهذا قررت أن أقاطع هاته الفاكهة نهائيا». هذا ويحذر الأطباء والصيادلة من خطورة استهلاك الفواكه الموسمية دون التزام شروط النظافة أو بكميات كبيرة ، وبهذا الخصوص يؤكد ( سعيد ، صيدلي) أن «حوالي 25 بالمائة من الأفراد يصابون ببعض الطفيليات مثل «الامبيا» و «الشيغلا» .. وتلافيا للإصابة يجب الحرص على نظافة الفواكه وغسلها جيدا وعدم اقتنائها من آماكن معرضة للذباب و الحشرات، وذلك لتجنب مشاكل صحية مختلفة». وما يؤكد خطورة الاستهلاك العشوائي للفواكه الموسمية ، الإقبال الملحوظ على الصيدليات في فصل الصيف، حيث يضيف سعيد «تشهد الصيدليات توافدا كبيرا من لدن فئات عمرية مختلفة للاستشارة بشأن دواء يساعد على تخفيف آلام البطن و الإسهال الناتجين عن تناول فواكه غير صالحة أو مأكولات ملوثة» . وفي السياق ذاته ، تقول فاطمة ( أم لطفلين ) :«أصبحت بعض الفواكه متوفرة طيلة السنة ، شتاء و صيفا ، بخلاف ما كان سائدا في العقود الماضية ، وذلك بفعل استعمال مواد كيماوية لا تترك للفاكهة فرصة «النضج» الطبيعي، لهذا لم نعد نثق في مدى سلامتها وخلوها من أي مؤثرات على صحة المستهلك ، سواء بالنسبة للصغار أو الكبار »!