ينعي المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المناضل عمر المنوزي ابن المرحوم سعيد المنوزي أحد مؤسسي المقاومة، الذي وافته المنية عن سن 63 سنة. والفقيد عاش عن قرب تأسيس المقاومة وأهم الأحداث الوطنية، تابع دراسته الجامعية بكلية الطب بالرباط، ناضل في صفوف الطلبة الإتحاديين، ونظرا لنشاطه النقابي والتزامه السياسي المعلن تعرض لعدة مضايقات ومتابعات من طرف الاستعلامات العامة بالرباط والدار البيضاء واضطر للسفر سنة 1967 إلى الجزائر العاصمة لمتابعة دراسته. في بداية السبعينات، ومع اعتقال جل أفراد العائلة وإعدام عمه إبراهيم واستشهاد ابن خاله بلقاسم مجاهد تحت التعذيب بدرب مولاي الشريف، تعرض من جديد لمتابعات أجهزة المخابرات المغربية والجزائرية على السواء، فقد عانى كثيرا من الحصار والمضايقات مما انعكس سلبيا على دراسته في الطب وعلى صموده ونفسيته. وفي سنة 1972 عاد إلى المغرب لزيارة أمه بأمانوز وأعمامه بالسجن المركزي بالقنيطرة، حينها تعرض للاعتقال والاستنطاق في الرباط، البيضاء، أكادير، وأمانوز. وكان كل مرة عرضه للتهديد بالإختفاء وسحب الجواز.... ومباشرة وبعد العودة الاضطرارية لسنة 1975تعرض من جديد للاعتقال على إثر فرار ابن عمه المنوزي الحسين من معتقل سري بالرباط. هذه الاعتقالات المتتالية ستحرمه من تقديم أطروحته الجامعية في كلية الطب بالرباط مما سيزيد من أزمته النفسية. تواتر المحن ضاعف من حدة الأزمة النفسية التي يعاني منها عمر وأدت في آخر المطاف إلى أن يفقد قدراته العقلية وينطوي على نفسه ويحكم على جسده بالسجن بين أربعة جدران لا يستقبل أحدا ولا يكلم حتى أمه التي أصيبت هي الأخرى بالهلوسة لكثرة حزنها على مآل ولدها الوحيد الذي كان شعلة في الذكاء يضرب به المثل في قبيلة أمانوز... بعد أن تدهورت أحواله الصحية في الآونة الاخيرة ، توفى الدكتورعمرالمنوزي يوم الاربعاء 21 يوليوز2010 وتم تشييع الجنازة بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء يوم الخميس 22 يوليوز بعد صلاة العصر ، حيث انطلق موكب الجنازة من دارالحاج علي المنوزى (اقامة المانوزي 738 زنقة بوكراع قرب مسجد الحسن الثاني). وبهذه المناسبة الاليمة يتقدم المكتب السياسي باحر التعازي واصدق المواساة الى عائلة المانوزي، وعميدها وعميد الحركة الاتحادية الحاج علي المانوزي راجيا من العلي القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يسكن الفقيد فسيح جناته وإنا لله وإنا اليه راجعون.