لذة الاستجمام والتمتع بأشعة الشمس على رمال شواطئ جهة الدارالبيضاء الكبرى تختلف من شخص لآخر، فلكل طقوسه المميزة له والتي يعتبر ممارستها/تطبيقها شرطا أساسيا لتحقيق هذه المتعة، حتى وإن كانت منافية للأخلاق العامة أو ساهمت في التشويش على المصطافين وإقلاق راحتهم. أسر مختلطة صغارا وكبارا، مجموعات متفرقة من الشباب لوحدهم أو الشابات، شاب وشابة مثنى مثنى، الكل يصطف جنبا إلى جنب على رمل البحر، ويشرع كل في التصرف على هواه وفق ما يشتهيه غير عابئ بمن يجاوره، حيث تجد من يقارع الخمر، وآخرون يدخنون لفافات الحشيش، بينما فضل البعض الآخر قنينات النرجيلة، في حين وجد آخرون في المكان فرصة لممارسة أشياء أخرى حتى وإن خدشت الحياء العام ... ومن لم يقم بهذا أو ذاك فإن الكلام الساقط، يكون أسلوب تعبيره مع رفاقه، لتتحول بذلك فرصة الاسترخاء على رمال الشاطئ بكامل الهدوء والسكينة، والارتماء في «أحضان» البحر للسباحة رفقة أفراد الأسرة، نقمة ووبالا قد تجر الشخص إلى ما لاتحمد عقباه! بعين الذئاب كما ب «مدام شوال» و دار بوعزة وطماريس، و«مانيسمان» و«السابليط» ...، تحضر نفس الممارسات/السلوكات وإن تفاوتت حدتها وكانت بشكل محتشم في بعضها، وإن اختلفت شخوصها ، فالممارسة واحدة، الأمر الذي جعل أفراد الحرس الترابي والأمن العمومي، يكثفون من تواجدهم بمختلف الشواطئ المعنية لمواجهة بعض هذه الظواهر الانحرافية، فترى بعضهم يتجول بزيه الرسمي بين المصطافين للتأكد من «سلامة» الوضع، بينما يعمل آخرون على «الطواف» بأرجاء الشاطئ بزي مدني، وهو ما يمكن من ضبط عدد من المخالفات التي يكون أصحابها مجبرين على «الاستضافة» بمخفر الشرطة. مجهودات وإن كانت حاضرة بقوة في بعض الشواطئ إلا أنها تظل «خافتة» في أخرى، مما يسهم في تطور المشاكل/العراقيل التي تفرمل متعة التوجه إلى البحر لقضاء يوم على جنباته!