مشاهد شواطئ المملكة خلال فترة الصيف لاتقتصر على الشمسيات والخيام المنصوبة على الرمال الذهبية، أو باعة «البينيي» والمثلجات وألعاب البحر المختلفة المخصصة للهو الصغار وحتى لترفيه الكبار، أو تقف عند المقاهي والأجساد المتناثرة هنا وهناك، ففي خضم كل هذا وذاك، تتواجد فتيات/شابات، وشبان في مقتبل العمر بصدريات حمراء أو أقمصة بيضاء وعليها علامة الهلال الأحمر المغربي. «جنود» تجدهم لايتورعون في التدخل لتقديم المساعدة إلى كل من يطلبها بشكل مباشر أو غير مباشر كما هو الحال بالنسبة للغرقى الذين تتلقفهم الأذرع الفتية/الشابة، من أجل تقديم الإسعافات الضرورية لهم قبل نقلهم نحو المستشفيات، ليوقعوا بذلك على شهادة «بقائهم» على قيد الحياة. حالات غرق، كسور، جروح، وحروق متفاوتة الخطورة ... تلك هي الإصابات/الحالات التي تتطلب تعامل/تدخل أفراد وحدات الهلال الأحمر المغربي، التي نزلت إلى الشواطئ منذ بداية شهر يونيو، كما هو الحال بالنسبة للفريق الذي يتواجد بشاطئ «السابليت» بمدينة المحمدية منذ 5 يونيو والذي يتكون من طبيب، ثلاثة مسعفين وممرضتين تابعتين لوزارة الصحة، والذين إلى غاية صباح أول أمس الأحد قدموا خدماتهم لفائدة 331 شخصا من الجنسين أغلبهم من الذكور، تعددت إصاباتهم التي منها من تطلب تدخلا لرتق جراح على مستوى الرأس نتيجة الارتطام بالصخور والحجارة، أو إسعافات بالنسبة لمن تعرضوا لحروق بالشمس من الدرجة الأولى نتيجة البقاء مدة طويلة تحت أشعة الشمس للعب أو السباحة، وأغلب المتعرضين لهذا النوع من الحروق تراوح سنهم ما بين 19 و 25 سنة، ثم حالات الغرق الخطيرة التي وصلت هناك إلى أربعة حالات تم إسعاف أصحابها بالأوكسجين المتوفر ب «المصحة» الشاطئية قبل نقلهم بعد ذلك صوب مستشفى مولاي عبد الله. المستحمون بالشواطئ المغربية عليهم أن يعلموا أن بإمكان المرضى/المصابين منهم التوجه صوب هذه الوحدات للحصول على الإسعافات الأولية أو الأدوية المناسبة لحالة مرضهم كتدخل استعجالي من شأنه التخفيف من حدة الأزمة التي يصابون بها أو شدة الألم الذي يعانونه، بحكم توفر أدوية من قبيل « مضادات الالتهاب آلام وصداع الرأس الحمى الإسهال الاسترجاع أدوية خاصة بضيق التنفس/الربو، وارتفاع الضغط، وأخرى عبارة عن فيتامينات تحقن خصيصا لمن تعرضوا لحالات الغرق»، والتي يبقى وجودها بشاطئ البحر أمرا إيجابيا وضروريا ، ولهاته العناصر كل التنويه والتشجيع على تفانيها وإخلاصها في واجبها من أجل إنقاذ أرواح الغرقى وإسعاف المصابين والمرضى.