تعتبر متعة الشواطئ في فصل الصيف، والتي يتردد عليها المصطافون من كل الجهات ، سواء من الديار الخارجية أو أبناء نفس المنطقة، محجا لهم ولأبنائهم الذين يسعون لقضاء أفضل الأوقات. فالفترة الصيفية تشهد أنشطة / أجواء أضحت بمثابة طقوس مصاحبة لموسم الحر والبحث عن تخليص الجسد من وطأته الخانقة. شاطئ «المركز» بمدينة المحمدية كان أول مكان قصدناه، إذ وجدناه يعرف اكتظاظا في عدد المصطافين، ولعل ما يلفت الأنظار هو كثرة الباعة المتجولين من حملة «البيني» و«البريوات» و«القهوة».... فيعض هاته المأكولات قد تكون «سامة» أو ملوثة وذلك لتعرضها طيلة النهار لأشعة الشمس الحارة، وهذا ما أردنا التأكد منه والوقوف على خلفياته. فالباعة المتجولون يضمون شرائح متعددة وفئات عمرية مختلفة تغلب عليها فئة الشباب، وهذا ما صادفناه مع الشاب نور الدين البالغ من العمر 20 عاما والحاصل على شهادة البكالوريا ويقوم ببيع «البريوات» بمبلغ درهم واحد لكل «بريوة»، والذي صرح لنا قائلا: «هاذ البريوات نقيين حيث كنطيبهم بيدي.. واللي نبغيه لراسي نبغيه للناس». أما خالد البالغ من العمر 29 عاما ويقوم ببيع «البيني»، فقد أفاد أنه يزاول هذه «الحرفة» منذ حوالي 6 سنوات ولم يسبق له أن تعرض لأية شكاية تدعي بأن المأكولات التي يتعاطى لبيعها سامة أو ملوثة، وأضاف أنه يسهر على تحضيرها بنفسه. وبالنسبة للتهامي الذي يبيع «القهوة» فقد صرح لنا قائلا: «شفتي هاد القهوة راه الوالدة اللي كطيبها ليا وما فيها حتى حاجة مسمومة وعندي الكليان ديالي الحمد لله». من جهة أخرى انتقلنا لاستسفسار الطرف الآخر وهم الزبناء، وكانت غزلان هي أول زبونة صادفناها ، والتي أكدت أنها تحب دائما شراء «البيني» أو «البريوات» من الشاطئ ، مضيفة أنها لم تتعرض في السابق لأية حالة تسمم. أما فاطمة، وهي أم لثلاثة أطفال، فقد صرحت بأنها تشتري باستمرار لأطفالها كل منتوج يعرضه الباعة المتجولون في رمال الشاطئ ، مؤكدة هي الاخرى أن اطفالها لم يتعرضوا لأية حالة تسمم أو حتى سمعت بها. إلهام، وهي أم لطفلين، أفادت من جهتها، وعكس ما سمعناه سالفا، أن أحد أطفالها أصيب بتسمم طفيف العام الماضي، نتيجة تناوله ل «البيني» ، مما فرض نقله إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية . إنها حالات / نماذج لما يعرض بجنبات الشواطئ من «مأكولات» خفيفة و«مثلجات» رفض أحد بائعي «لاكلاص» الحديث إلينا ! والتي يرى العديد من المصطافين أن أصحابها يقدمون لهم خدمة أساسية ، حيث يوفرون عنهم عناء التنقل بعيدا للحصول عليها ، فقط يطالبون بالحرص على جانب النظافة والعمل على حفظها من تأثيرات أشعة الشمس الحارقة ، التي غالبا ما تكون لها انعكاسات صحية سلبية ، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار!! بنعبيدة ماريا ( صحافية متدربة)