يعيش سكان كريان «بولحية » ، المتواجد بالنفوذ الترابي للبرنوصي ، كغيرهم من قاطني الكريانات ، على وقع الافتقار لأبسط التجهيزات التي يحتاجها المواطن في حياته اليومية ، من شروط صحية و قنوات الصرف الصحي ... كريان« بولحية» يعاني من عدة مشاكل و نقائص كأي سكن عشوائي، و بهذا الخصوص يقول (عبد الكريم، سائق شاحنة و أب لأربعة أبناء ) : «طبيعة عملي تتطلب مني أن أسافر لعدة مدن بعيدة مما يجعلني أترك أبنائي و زوجتي لوحدهم ، وبما أن السكن في البراكة لا يوفر الأمن الكافي ، خاصة في ظل انتشار السلوكات المنحرفة لبعض الطائشين ، لهذا فأنا أظل قلقا على أسرتي طوال رحلتي و لااطمئن إلا عندما أعود للدار» . زوجته «زهرة» تقول بخصوص المعاناة التي يتخبطون فيها خلال فصل الشتاء ، أو مع تساقط الأمطار:«الكريان لا يتوفر على قنوات الصرف الصحي مما يؤدي إلى حدوث مشاكل كبرى، إذ أن المياه تقتحم بيوتنا بدون استئذان، و هذا يخلف أضرارا مادية و معنوية بالنسبة إلينا، حيث تتمثل الأولى في إتلاف المياه لحاجياتنا ومختلف أغراضنا، أما الثانية فتتجسد في الخوف الذي ينتابنا ويكون ذا تأثير كبير على صغارنا بالأساس، علما بأن الشارع قد يكون من نصيبنا إذا ما هطلت الامطار بغزارة»! إذا كانت بعض الكريانات قد استفادت من تزويدها بالماء الصالح للشرب ك «دوار الحجر و دوار الرّي» التابعين لتراب عين حرودة، فإن «دوار بولحية» مازالت ساكنته تجلب المياه بواسطة برميل و قنينات من البلاستيك من حنفيات ( عوينات) ، حيث تقول لطيفة (عاملة بأحد المصانع) : «صيفا و شتاء نتكبد عناء جلب الماء من الحنفيات في حين أن هناك بعض الدواوير قد استفادت من تزويد براريكها بالماء ، ونحن لا نعلم لماذا لم يسر علينا الأمر نفسه»! لم تقتصر موجة الغلاء على اقتناء الشقق داخل الاقامات والعمارات فقط، بل طالت أيضا السكن العشوائي في السنوات الاخيرة، تقول لطيفة «عندما انتقلنا من البادية الى «دوار بولحية» اشترى أبي البيت ب 5 ملايين ، و بعد مرور 7 أعوام على انتقالنا عرضنا البيت على السمسار فقدر ثمنه ب 13مليونا » ! وفي ما يتعلق بعملية ترحيل الدوار في إطار القضاء على السكن العشوائي، فقد تمت عملية إحصاء السكان مرتين منذ عامين الا أنه لم تتم بعد برمجة عملية الانتقال، إذ مازال هناك إحصاء ثالث سيكون هو الأخير، حسب ما جاء على لسان أحد قاطني الدوار . في انتظار الترحيل ، الذي لم يحدد له تاريخ معين من الجهات المعنية حسب العديد من مستجوبينا يظل قاطنو « كريان بولحية» يعيشون معاناتهم المختلفة الأوجه ، والتي تؤشر على وضع فيه الكثير من عناوين المأساة!