يختزل معرض الفنان الأمازيغي عبدالله أوريك في عمق منوحاته وقطع مجسماته وملامح وأيقوناته لوحاته التشكيلية، الذاكرة الثقافية والفنية والغنائية بسوس، والذي ينظمه حاليا بمتحف التراث الأمازيغي بأكَادير في الفترة الممتدة ما بين1و15يوليوزالجاري. وأهم ما ميز هذا المعرض الأول من نوعه بالنسبة لأوريك، بخصوص المزج بين الفن التشكيلي والنحت في تجربة جديدة تهدف إلى صيانة الذاكرة الأمازيغية وتجديد التلاحم معها إلى حد الجنون لدى أوريك العاشق والمهووس والمنجذب إلى هذه الثقافة إلى درجة التوحد والذوبان، خاصة أنه ابن تربة سوس، وواحد ممن اكتوى بمرارة زلزال أكَاديرفي 29 فبراير1960، حين فقد على إثر هذه الفاجعة عائلته، وسنه لم تتجاوز 14سنة. ورغم أنه قضى جزءا كبيرا من حياته خارج الوطن، سواء أثناء مغادرته الوطن بعد الزلزال مباشرة، وقضى فترة بين أحضان عائلة بلجيكية، أو من خلال جولاته العالمية بالعديد من الدول بأربع قارات.. بقي دائما أوريك وفيا لهذه الثقافة الأم، سواء في حياته العادية أو سلوكاته اليومية أو كتاباته الصحفية، أو في لوحاته وإبداعاته في مجال التشكيل والنحت، حيث منها يستلهم ويغرف ويستقي كل إلهاماته وتخيلاته. وما المعرض الذي مزج فيه بين المنحوتات واللوحات، إلا نموذج لصدقية هذا الوفاء والحب للثقافة الأمازيغية التي تجسدت في إبداعاته المختلفة، وهكذا حضرت في المنحوتات وجوه طبعت الثقافة الأمازيغية وطوعتها لتحظى بشهرة خاصة بداخل وخارج الوطن، حضروجه الكاتب والشاعر المغربي الأمازيغي الكبير محمد خير الدين في منحوتات أوريك، جسدت ثلاث مراحل من حياته، عبر عنها الفنان بالنحت عبر الجبص، كما حضر فن الروايس في المعرض من خلال تمثال مجسم يمثل كل الروايس بسوس، وهو يعانق الرباب في عشق لامتناه، حيث أكد الفنان أنه سيهبه لمتحف التراث الأمازيغي كتقدير منه لهذا الفن الراسخ في الثقافة الأمازيغية. هذا، فضلا عن حضورعلامات تراثية أخرى تدل على هوية مكونات الثقافة الأمازيغية والموسيقية سواء في اللوحات التشكلية أو في بعض المنحوتات مثل علامة تيفيناغ، وشجرة الأركَان ومجموعة كَانكَا، زيادة على علامات ثقافية أخرى بالصحراء من خلال مجموعة الكدرة، وصور العائلة الملكية المغربية، ولوحات تشير إلى بعض القبائل الصحراوية مثل قبيلة الركَيبات وغيرها وذلك لإعطاء نظرة عن التعدد الثقافي واللغوي بالمغرب المتعدد والموحد في آن واحد.