قال فتح الله ولعلو، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي ، أن المغرب خطا خطوات تاريخية للقرن المقبل بتبنيه المشروع الضخم لميناء طنجة المتوسطي وأضاف نائب الكاتب الأول لحزب القوات الشعبية، الذي ترأس أشغال اجتماع المجلس الإقليمي التنظيمي لعمالة الفحص - أنجرة بجماعة قصر المجاز مساء الثلاثاء الماضي، بحضور النواب البرلمانيين وأعضاء المجلس الوطني وكتاب الأقاليم وأعضاء الكتابة الجهوية ورؤساء الجماعات والمنتخبين لإعادة انتخاب الكتابة الإقليمية لعمالة الفحص - أنجرة ، أن هذا المشروع الهام يذكرنا تاريخيا بميناء الدارالبيضاء الذي شيد في بداية القرن الماضي على ضفة الأطلسي إبان الاستعمار الفرنسي لبلادنا ولعب دورا هاما آنذاك في تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمغاربة، وإن كان ذلك التطور تم على حساب مناطق أخرى وعلى حساب المنطقة المتوسطية. وأوضح ولعلو أنه في البلدان المتقدمة عادة ما يكون الشمال أكثر تقدما من الجنوب ، غير أن معطيات الاستعمار في القرن الماضي بالمغرب جعلت الأمر عكس ذلك ، وعلى الرغم من الاستقلال الذي حظيت به البلاد منذ الخمسينيات بقيت علاقة المغرب مع أوروبا تنسج خيوطها عبر المحيط الأطلسي مؤكدا أن اختيار الميناء المتوسطي كان اختيارا ثوريا وأن المبادرة كانت ملكية سامية كما أن المشروع سيرتبط بالعهد كله وبالقرن الواحد والعشرين، مشيرا إلى أنه إذا كان ميناء الدارالبيضاء قد حدد معالم المغرب في القرن الماضي فان ميناء طنجة المتوسطي سيحدد حالة البلاد في المائة سنة المقبلة، منبها إلى أن هذه المقارنة تأخذ في اعتبارها الظروف التاريخية والمعطيات التكنولوجية ومناخ العولمة . لكن على الرغم من ذلك فان ما حدث بالبيضاء من تغييرات ستظهر هنا أيضا في هذه المنطقة. وحسب نائب الكاتب الأول فإن هذا المشروع ستكون له نتائج إيجابية على المستويين المحلي والدولي : فعلى المستوى الأول سيقوي هذا الميناء التآزر بين عاصمتي الشمال طنجة وتطوان وسينتمي إليهما معا بعد أن أدارت كل واحدة منهما ظهرها للأخرى في السابق مبرزا التأثير الذي ظهر في المدينتين على مستويات السياحة والطرق السيارة والسكك الحديدية ، ناهيك عن أن المشروع سيجعل المغرب بلدا متوسطيا بامتياز بعد أن كان مجردا من هذه الصفة في السابق ، وسيؤدي إلى خلق بنية استقبالية جديدة تنافس بنيتي الاستقبال للمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية ، كما سيسمح بخلق فرص للشغل مشددا على أن التحكم في العلاقات مع الآخر ستأتي من هنا وليس من هناك كما أن الارتباط مع الاتحاد الأوروبي سيأخذ معنى آخر ومع القارة الأوروبية في مجملها وليس فقط مع اسبانيا. وإذا كانت منطقة البحر الأبيض المتوسط منذ بداية التاريخ الكولونيالي مجرد ممر عابر لقناتي السويس وجبل طارق فان المغرب ، يقول فتح الله ولعلو، كان على موعد مع هذا المشروع وأصبح بين منطقتين الأكثر إشعاعا في العالم : الهند والصين من جهة وأمريكا الشمالية والجنوبية من جهة أخرى ، موضحا أن الإشعاع الاقتصادي سيمر من هنا وعلى المغرب أن لا يبقى مجرد ممر للسفن العابرة وطالب بأن يكون له إشعاعه المتميز لأن التحولات التي ظهرت في العالم تؤكد هذه المسألة وسيكون من غير المفيد أن تكون البلاد ممرا تجاريا للسفن . كما أن هذا المشروع سيربط أيضا المدن المغربية بعضها بعضا سواء كانت في الجنوب أو الوسط أو الشرق عبر الطرق السيارة الآخذة في الاتساع والانتشار، مستحضرا في هذا الصدد معمل رونو الذي سيكون أساسيا في التشغيل وسيغير من بنية التصدير التقليدية للمغرب. من جهة أخرى لاحظ فتح الله أن المغرب يتقدم كثيرا على مستوى البنية التحتية في العشر سنوات الأخيرة أكثر مما حدث في عقود من الزمن. وإذا كانت هذه الوتيرة على هذا النحو من النمو والتغير بالنسبة إلى البنية التحتية ، فان البنية الفوقية بما فيها من مؤسسات سياسية واجتماعية واقتصادية وكذلك الذهنيات لا تتقدم بنفس الوتيرة فهمنا اليوم - يستدرك فتح الله - هو خلق التناغم بين البنيتين بالبحث عن الإجابة عن هذا التحول ، ذلك إن مجتمعات كثيرة ستخلق وأن كثيرا من الأشياء التي عاشها المغاربة ستتغير وطالب من الجميع أن يكون في مستوى الحدث وذلك بتقوية المكاسب بين البنيتين وتفعيل القوة التاطيرية للمؤسسات الحزبية- ومنها حزبنا ، والمؤسسات المنتخبة والرسمية ( ولايات وعمالات ) لكسب الرهان مضيفا أن التحول الذي حدث في البنية السياسية في نهاية التسعينات مع حكومة التناوب برئاسة عبد الرحمن اليوسفي ، هو الذي أدى إلى تغيير البنية التحتية ليعرج بعد ذلك إلى الحديث عن انعقاد المؤتمر الثامن لحزب القوات الشعبية. وفي هذا الإطار تطرق ولعلو إلى انتخاب قيادة الحزب والمكتب السياسي، لأول مرة، من المؤتمر الوطني ثم عرج بعد ذلك إلى الإشكالية التنظيمية للحزب وتوقف عند الندوة التنظيمية الأخيرة التي حددت بعض المساطر المهمة، وذكرت ببعض الأشياء الأساسية التي يجب أن يعكسها المناضلون على المستوى التنظيمي مضيفا أن الاتحاد هو جزء من تاريخ البلاد في الخمسين سنة الماضية ومساهم فعال في التطور الاقتصادي والسياسي ودمقرطة البلاد في التحول الذي تعرفه الآن ، مشددا أن المغرب محتاج إلى الاتحاد إذا أراد أن يضمن تطوره وأيضا لإعادة الاعتبار للعمل السياسي ولإدراك التفاوت الحاصل بين الاقتصاد المتحرك والركود السياسي لتجاوز الانحرافات والاختلالات . وفي هذا الصدد أفاض المتدخل في الحديث عن الاتحاديين الحقيقيين الذين يقدمون مصلحة البلاد قبل مصلحة الحزب وهذه الأخيرة قبل مصلحة الفرد التي من الأحسن أن لا يتم الحديث فيها مشيرا إلى أن سبب مجيئه إلى هذا المجلس الإقليمي التنظيمي يأخذ في الاعتبار مسألتين أساسيتين: فهو أول اجتماع تنظيمي بعد الندوة الوطنية للحزب وتمنى أن يعكس هذا اللقاء الجو الإيجابي الذي ساد في تلك الندوة وفي تحضيرها وفي الجولة التي صاحبتها ولأهمية المكان، الذي أصبح تاريخيا عبر هذا المشروع الضخم للميناء. وفي هذا الإطار، أوضح فتح الله ولعلو، أن الحزب يفكر في إعادة الاعتبار للتنظيم في إطار منفتح وفي نوع من المصالحة مع المثقفين والشباب والنساء والأطر والنقابات والمهاجرين وطالب بالإنصات إلى هذا المغرب الجديد والمتجدد انطلاقا من مفهومي القرب في المجال وفي الزمن حيث القصد في الحديث في المستوى الأول، هو الاهتمام بالحي والمعمل وأماكن الشغل والعائلات ، بينما في المستوى الثاني يتم الاهتمام بالقيم والهوية والتفكير في المستقبل، مبرزا قيمة التآزر والتضامن بين الاتحاديين واحترام بعضهم البعض بوصفهم عائلة واحدة يقدمون مشروعهم للمغاربة في إطار من التآزر ، ومؤكدا أن المغرب تطور في كثير من الأشياء لكن الحياة السياسية فيه تقهقرت وتغيرت وطغت ثقافة الانتهازية على ثقافة النضال ومحذرا من كون المغرب يسير بوتيرتين : بنية تحتية سريعة وبنية تأطيرية متراجعة وجامدة ودعا في هذا الصدد إلى القيام ببعض الإصلاحات في المؤسسات والدستور بالتناغم مع جلالة الملك ، لإعادة الروح إلى الديمقراطية. وفي هذا الصدد تطرق ولعلو إلى المذكرة التي رفعها الكاتب الأول للاتحاد عبد الواحد الراضي إلى جلالة الملك كما تحدث عن التيارات السياسية المختلفة التي ناقشها الاتحاد خصوصا مع العائلة الاتحادية والتقدمية مذكرا بأن ما يحدث من حولنا في العالم يؤثر فينا ذلك أن الأزمة العالمية عند جيراننا الأوروبيين أدت إلى بروز قاطرات جديدة في الصين والهند والبرازيل وأمريكا في حين أن المغرب ما زال ممرا علما أن له قضاياه الترابية الوطنية والقومية مشيرا في هذا الصدد إلى مواجهة هذه التحديات في إطار تكتلات وليس بشكل قطري. في هذا السياق أكد فتح الله ولعلو أن الاتحاد هو الحزب القادر على استيعاب هذه التحولات وأن ميناء طنجة المتوسطي يجب أن يكون له تأثير في حياتنا وتنظيماتنا السياسية جهويا وإقليميا وفرعيا من خلال المستلزمات الثلاث الآتية: - إعادة تنظيم الحزب وتقويته بأخذ الاعتبار بالتحولات التي تحدث في المنطقة ليكون الحزب في الموعد . - مطالبة المناضلين بالتهييء للنفس الجديد للإصلاحات لمواجهة اليأس عند الشباب ولإعادة الاعتبار للسياسة وللأحزاب لأن لا ديمقراطية بدون وجود أحزاب سياسية ، وضرب هذه الأخيرة هو ضرب للديمقراطية. - تمنيع الحزب هو تمنيع البلاد ككل على أساس أن السياسة رهان وأخلاق ، ذلك أن مغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم كما كان يقول المرحوم سي عبد الرحيم بوعبيد وبالتأكيد ليس هو مغرب الغد ، موضحا أن القيم تتغير لكن على الحزب أن يبقى مرتبطا بهويته وقريبا إلى المغاربة في تحولاتهم في المجال والزمان ماسكا بقراراته المستقلة وقادرا على الإشعاع ، ودعا في هذا الصدد إلى الوعي بأهمية مشاكل الشغل والمرض والسكن والقطاعات الأخرى ، والى إيجاد الحلول للقضايا المطروحة خدمة للشعب المغربي وللبلاد لأن القارة التي تتحول بسرعة بعد قارة آسيا هي القارة الإفريقية: إلى جانب ذلك اعتبر سعيد التاغي ، عضو المجلس الوطني للحزب ومدير ديوان وزير التشغيل، أن انطلاق العديد من الأوراش لتأهيل المنطقة فتح آفاقا جديدة في سوق الشغل، وأن عدم مواكبته بيد مؤهلة يجب أن لا يوقف تلك الأشغال كما أن العروض الجديدة للشغل والتي أصبحت في شروط جديدة محتاجة إلى كفاءات جديدة مشيرا ، إلى أن هذا التحول في سوق الشغل أعطى التوجه نحو الدراسات الاستشرافية. واستعرض في هذا الصدد مجموعة من البرامج التي تشرف عليها مؤسسة الوساطة في التشغيل «الأنابيك» من بينها برنامج تأهيل وبرنامج مقاولتي وبرنامج إدماج مختتما حديثه بأن المؤسسة مستعدة للانفتاح والتوجه نحو الفرص الممكنة والمتاحة والنائمة. من جهته قدم الكاتب الإقليمي السابق لعمالة الفحص- أنجره، الحسني الطويل ، مونوغرافية للإقليم وأوضح في هذا الصدد أن هذا الأخير أنشيء في إطار التقسيم الجماعي لسنة 1992 وكان يتكون آنذاك من ثمان جماعات اقتطعت من ولايتي تطوان وطنجة لكن في التقسيم الجديد ل 2009 اقتصر فقط على سبع جماعات وشارك في انتخابات 2007 و2009 وأضاف أن الإقليم يحظى بالاهتمام نظرا للتحولات العميقة التي يعرفها بفضل المشروع الضخم للميناء المتوسطي ، وما رافقه من بنيات تحتية حديثة في الطرق السيارة والسكة الحديدية والسياحة وسوق الشغل ، مشيرا إلى أن كل مشروع من هذا الحجم سيحمل في طياته مشاكل العقار والتعويضات ، وطالب في هذا الصدد بتوفير إمكانية العمل لأبناء المنطقة حتى لا يتحولون إلى مهاجرين في مدن أخرى، وبإحداث المستشفيات والمؤسسات التعليمية كما نص على اهتمام صحافة الحزب بمشاكل المنطقة. أما نزيهة الخراز، رئيسة جماعة تغرامت والرئيسة الوحيدة المنتمية للاتحاد في جهة طنجة - تطوان ، فقد أكدت هي الأخرى أن المنطقة شهدت تحولات كبرى بفضل هذا المشروع الضخم والمشاريع الموازية له إلا أن أبناء المنطقة لم يستفيدوا من فرص التشغيل التي أتاحها وطالبت بالاهتمام بأبناء المنطقة لما فيه الخير للمنطقة وللتوجيهات السامية لجلالة الملك. وأكدت الكتابة الجهوية في بيانها إن الاتحاديين بهذه الجهة، وسكانها عموما ،يحفظون الدور الرائد الذي لعبه الأخ فتح الله ولعلو عندما كان يقود الفريق البرلماني الاتحادي سنوات المعارضة لإثارة الانتباه إلى مظاهر التهميش والخصاص الذي كانت تعاني منه هذه الجهة خلال العقدين الأخيرين من القرن الماضي، عندما كان يطالب باسم الاتحاد الاشتراكي بإعداد مخطط خاص لتنمية أقاليم الشمال يكون معبرا طبيعيا لتحرير سبتة ومليلية والجزر المحتلة وأضاف البيان أنه وفاء لهذا الالتزام أولى الأستاذ فتح الله بوصفه وزيرا للاقتصاد والمالية في حكومة ما عرف بالتناوب التوافقي برئاسة المجاهد عبد الرحمان اليوسفي، تم في حكومة ادريس جطو، أهمية قصوى لتأهيل هذه الجهة، في تناغم مع الإرادة الملكية السامية ، التي جعلت من النهوض بالواجهة المتوسطية لبلدنا أولوية الأولويات في العهد الجديد، وأشار أن التأهيل الاقتصادي الذي تعرفه الجهة يفترض بقوة الأشياء أن يصاحبه وبنفس الحجم تأهيل سياسي يوفر البنيات المؤسساتية القادرة على صيانة وحماية وتطوير هذه البنيات الأساسية ويجعلها مرتكزا للتنمية المندمجة والمستدامة ، التي تجعل من خدمة المواطنين والمصلحة العامة غاية كل مبادراتها ، ودعا في هذا الصدد ، بمناسبة إعادة الانتخابات التي تعرفها الجهة بعد إلغاء نتائج تجديد ثلث مجلس المستشارين لهيئة الجماعات المحلية ، دعا البيان السلطات العمومية، إلى تحمل مسؤولياتها في مواجهة المفسدين الذين يتربصون بهذه المحطة الانتخابية الجديدة للانقضاض على المقاعد الخمسة المخصصة للجهة من غير استحقاق وبأموال مشبوهة المصادر ليخلص البيان في الأخير إلى أن الكتابة الجهوية تثمن عاليا النتائج التي تمخضت عنها الندوة الوطنية حول التنظيم، والتي تشكل بحق نقلة نوعية في تاريخ الاتحاد وفي مسيرته النضالية، وتتجند مع القيادة الوطنية لبلورة نتائج هذه المحطة التاريخية وترجمتها إلى مبادرات قادرة على تجاوز العثرات التي تواجه الأداء التنظيمي للحزب بما يجعله أكثر قربا من قضايا المجتمع، وأكثر قدرة وفعالية للاضطلاع بدورها في التأطير والمبادرة، بما يمكن من ترجمة مبادئ الحزب في الديمقراطية والاشتراكية والحداثة. وتوجهت في هذا الصدد بنداء إلى جميع الاتحاديات والاتحاديين بالجهة، لرص الصفوف، والترفع عن الذاتيات، والانخراط في مسلسل استكمال تجديد الأجهزة الحزبية، حتى يمكن الوفاء بالتزام عقد المؤتمر الجهوي في أقرب الآجال. وكان المصطفى القرقري، الكاتب الجهوي لجهة طنجة - تطوان قد أعلن عن افتتاح الجلسة العمومية للمجلس الإقليمي التنظيمي لعمالة الفحص - أنجرة باسم الكتابة الجهوية وبرئاسةنائب الكاتب الأول فتح الله ولعلو. بيان المجلس الإقليمي التنظيمي لعمالة الفحص أنجرة «استكمالا لورش تجديد الأجهزة الإقليمية للحزب الذي سطرته الكتابة الجهوية للشمال ، انعقد يوم 06/07/2010، اجتماع المجلس الإقليمي التنظيمي لعمالة الفحص أنجرة بجماعة قصر المجاز تحت شعار« من أجل المساهمة في التأهيل السياسي » والذي ترأس أشغاله فتح الله ولعلو نائب الكاتب الأول ، بحضور أعضاء الكتابة الجهوية والبرلمانيين وكتاب الأقاليم وأعضاء المجلس الوطني ورؤساء الجماعات والمنتخبين وأعضاء الكتابات الإقليمية بالجهة، وألقى فيه بالمناسبة عرضا سياسيا نوه فيه بالأوراش الكبرى المهيكلة التي عرفتها الجهة عامة وإقليم الفحص أنجرة خاصة ، من خلال ميناء طنجة المتوسط والطرق السيارة وخط السكة الحديدية والمناطق الصناعية والخدمات المرحلة والأقطاب السياحية والعمرانية والطاقة الريحية وغيرها ، مشددا على أن هذه الأوراش انطلقت في أواخر التسعينيات مع بداية مرحلة التوافق بين المؤسسة الملكية والقوى الوطنية انطلاقا من الحكومة التي ترأسها أخونا المجاهد عبد الرحمان اليوسفي ، وأن هذا الانفتاح على الضفة المتوسطية للمغرب سيخلق دينامية جديدة للتطور الاقتصادي لبلادنا . واعتبر أن هذه التحولات العميقة التي عرفتها البنيات التحتية لم تواكبها بنفس الوتيرة التحولات السياسية المطلوبة ، وهو ما حدا بالمؤتمر الثامن لحزبنا إلى إثارة الانتباه لحاجة بلادنا إلى نفس جديد من الإصلاحات السياسية والدستورية ، ترجمتها المذكرة التي رفعها حزبنا إلى جلالة الملك والمبادرة إلى فتح حوار وطني مع مختلف القوى السياسية ببلادنا لحشد الدعم الضروري لهذه الإصلاحات باعتبارها ضرورة وطنية تنبني على التوافق مع المؤسسة الملكية . وبعد الاستماع إلى كلمة الكتابة الجهوية والتقريرين الأدبي والمادي والمصادقة عليهما ، فإن المجلس الإقليمي التنظيمي لعمالة الفحص انجرة إذ يثمن محتوى العرض السياسي للأخ فتح الله ولعلو فإنه : - يسجل اعتزازه بالأوراش الكبرى التي يعرفها الإقليم خاصة والجهة بصفة عامة تحت الإشراف المباشر لجلالة الملك وما تعد به من تحولات ستؤهل المنطقة لتقود قاطرة النمو الاقتصادي لبلادنا في القادم من السنوات . - ينوه بالدور الذي لعبه حزبنا في إثارة الانتباه إلى التهميش الذي عانت منه المنطقة خلال العقود الماضية سواء خلال سنوات المعارضة عند مطالبته بمخطط استعجالي لتنمية أقاليم الشمال أو خلال مرحلة المشاركة الحكومية وخاصة في مرحلة التوافق التي قادها أخونا المجاهد عبد الرحمان اليوسفي . - يشدد على أهمية التأهيل السياسي والمؤسساتي للجهة ، من خلال التصدي لممارسات الإفساد الانتخابي التي أدت إلى تبخيس العمل السياسي وتفقير المؤسسة المنتخبة من الأطر والكفاءة والقوة الاقتراحية الضرورية لمصاحبة التحولات البنيوية التي تعرفها الجهة . ويعتبر مناسبة إعادة انتخاب تجديد ثلث مجلس المستشارين عن الجماعات المحلية بالجهة فرصة لاختبار الإرادة السياسية للدولة ومختلف الفاعلين في حماية هذا الاستحقاق من الفساد والمفسدين ، باعتبار ذلك المدخل الطبيعي لاسترجاع ثقة المواطنين والنخب في جدوى العمل السياسي النبيل . - يثمن نتائج الندوة الوطنية حول التنظيم باعتبارها نقلة نوعية في تاريخ الاتحاد ومسيرته النضالية ويؤكد تجند الاتحاديين بالإقليم للانخراط في مسلسل إعادة بناء أداة حزبية قادرة على التفاعل مع قضايا السكان والتعبير عن مطامحهم ».