أجمع أعضاء المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي على فسح المجال أمام الشبيبة الاتحادية لرفع دعوى قضائية ضد حميد شباط، عضو المكتب التنفيذي لحزب الاستقلال. وقررت قيادة الحزب، في اجتماعها مساء أول أمس الثلاثاء، منح الصلاحية لشبيبة الحزب في أن تقوم بما قررته في وقت سابق بمتابعة القيادي في حزب الاستقلال بتهمة «الإساءة إلى المهدي بنبركة»، وهو ما تعتزم أن تقوم به قيادة التنظيم الشبابي للاتحاد غداً الجمعة. المهدي المزواري، الكاتب العام للشبيبة بالنيابة، وصف موقف المكتب السياسي ب«المهم» والمثمن لقرار المنظمة برفع دعوى قضائية ضد شباط، وأضاف، في تصريح ل«المساء»، «لم نكن ننتظر قبول أو رفض قيادة الحزب متابعة شباط لأن الشبيبة لها من السلطة التقريرية ما يكفي لتتخذ قرارها بكل استقلالية»، مشيرا إلى أن قضية المهدي بنبركة هي قضية جميع الاتحاديين. وتقرر أن يترافع في دعوى الشبيبة ضد شباط المحامي محمد فرتات ومحامون شباب ينتمون إلى التنظيم الشبيبي للاتحاد الاشتراكي، كما تقرر، حسب المزواري، أن تبقى لائحة هيئة الدفاع مفتوحة للمحامين الذين يرغبون في الانضمام إليها للدفاع عما أسماه ب«الذاكرة الجماعية للمغاربة». وحول تصريح شباط ل«المساء» الذي قال فيه إنه ينتظر تفعيل قرار الشبيبة بمقاضاته، رد الكاتب العام للشبيبة بالنيابة على شباط بالقول: «سنقاضيك لأنك لست رجلا مؤهلا لقراءة تاريخ المغاربة الذي تمت فيه مصالحة وطنية تحت سقف هيئة الإنصاف والمصالحة، رغم أن ملف المهدي لازال عالقا». قرار الشبيبة الاتحادية القاضي بمقاضاة شباط من شأنه أن يزيد في الشرخ الحاصل بين الحزبين الحليفين في الحكومة، الذي تأثر بفعل المشاورات حول مذكرة الإصلاحات الدستورية ووصف الاتحاد سحب مشروع مدونة السير من مجلس المستشارين ب«العمل المنافي للدستور»، قبل أن يخرج شباط بتصريحاته التي اتهم فيها بنبركة ب «القاتل» والاتحاد الاشتراكي ب «حزب المخربين». ورغم اعتذار عباس الفاسي الذي قدمه أمام النقابات وبعض وزراء الحكومة، فإن المتتبعين يعتبرون توجه الاتحاد نحو مقاضاة شباط، عبر الشبيبة الاتحادية، بمثابة «ضربة موجعة» لتحالف الاتحاد والاستقلال الذي أصبح يوصف ب «الهش». وفي موضوع متصل، كشف مصدر قيادي من الاتحاد أن اجتماع المكتب السياسي المنعقد مساء أول أمس الثلاثاء غاب عنه عبد الواحد الراضي الذي يوجد في مهمة رسمية خارج المغرب، حيث ترأس الاجتماع نائب الكاتب الأول، فتح الله ولعلو، وتفادى المجتمعون الخوض في ما ستتم مناقشته مع قيادة حزب الاستقلال خلال اجتماعهما المقبل.