انتقد كل من فتح الله ولعلو والحبيب المالكي، عضوي المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، تحركات فؤاد عالي الهمة، الذي وصفوه ب«الوافد الجديد». وقال ولعلو خلال ترؤسه لاجتماع المؤتمرين المندوبين للمؤتمر الثامن، في مدينة برشيد، نهاية الأسبوع الماضي، إن «هناك تراجعا للسياسة في المغرب»، وإن على حزبه أن يعيد الاعتبار إلى السياسة، معتبرا أن من مظاهر هذا التراجع ما حدث في الانتخابات الجزئية الأخيرة، وبروز «الوافد الجديد»، في إشارة إلى حزب فؤاد عالي الهمة. ودعا ولعلو الاتحاديين إلى إنجاح المؤتمر، حتى لا يكون هناك فراغ يستفيد منه الوافد الجديد. وحول التوافق الذي توصل إليه المكتب السياسي، قال ولعلو إنه تم بذل جهد كبير من أجل الاتفاق على ضرورة المصالحة بين الاتحاديين وعدم قبول الإقصاء، وبخصوص التحالفات، فقد أكد أن الحزب معني بالتحالف مع «القوى الوطنية والتقدمية». أما الحبيب المالكي فتحدث، خلال لقائه مع مؤتمري جهة الدارالبيضاء، عن «أزمة الانتقال الديمقراطي»، معتبرا أنها أزمة «جد معقدة»، بالنظر إلى أن البعض يعتبره لم ينته بعد وأنه مسلسل تاريخي، وبالتالي لا يمكن الجزم بأنه فشل، في حين يرى آخرون العكس، ورغم أن المالكي لم يشر بوضوح إلى مباردات حزب الهمة، إلا أنه تحدث عن أن حزب الاتحاد الاشتراكي «يتابع جميع المبادرات الأخيرة داخل وخارج البرلمان»، في إشارة إلى التحالفات التي عقدها الهمة، معتبرا أنها مؤشر على أن هناك «ارتباكا في الحياة السياسية»، وأن هناك تراجعا عن مفهوم العمل السياسي في المغرب، ودعا المالكي الاتحاديين إلى مناقشة هذا الوضع وصياغة المواقف المسؤولة التي تستجيب لمتطلبات المرحلة. وحول التحالفات، شدد المالكي على التحالف مع القوى «الديمقراطية الوطنية»، التي يتشاطر معها الاتحاد نقطا مشتركة، إلا أنه وصف الكتلة الديمقراطية بأنها «في حالة غيبوبة»، مشيرا إلى أن الأهم هو «مواصلة الورش الكبير المتعلق بتوحيد قوى اليسار المغربي». أما محمد كسوس، عضو المكتب السياسي، فقال خلال ترؤسه لاجتماع للمؤتمرين المندوبين من جهة الرباط، سلا-زمور زعير، إن على المؤتمر المقبل أن يدقق في عدد من القضايا المهمة بالنسبة إلى الحزب، منها، أولا: هوية الحزب، واختيارات الحداثة والاشتراكية والهوية الاقتصادية والاجتماعية. ثانيا: تقييم الانتقال الديمقراطي الذي انطلق مع حكومة التناوب قبل 10 سنوات، ثالثا: التفكير في مضمون الإصلاحات السياسية والدستورية، ثم رابعا الجواب عن سؤال التحالفات، سواء الكتلة أو بناء قطب يساري كبير. من جهته، اعتبر عبد الواحد الراضي، خلال ترؤسه اجتماعا للمؤتمرين في القنيطرة، أن «هوية الحزب هي الاشتراكية الديمقراطية التي أسس لها منذ 1975، بعد تجارب مع الماركسية اللينينية والاشتراكية الثورية». وللإشارة فإن الجولة الثانية من المؤتمر الثامن للحزب ستنطلق في 7 نونبر المقبل وتمتد لثلاثة أيام، وسيناهز عدد المؤتمرين 1370 مؤتمرا، وعدد أعضاء المجلس الوطني 180، منهم 120 يمثلون الجهات، و60 ينتخبون من اللائحة الوطنية، بالإضافة إلى 23 عضوا يمثلون المكتب السياسي وبالنسبة إلى كوطة الشباب فهي 10 في المائة، وهناك مشروع لتصل كوطا النساء إلى 25 في المائة بدل 20 في المائة المعمول بها حاليا. مواجهة بين بوبكري وأنصار اليازغي في طنجة تحول الاجتماع الذي ترأسه محمد بوبكري، عضو المكتب السياسي للاتحاد، إلى مواجهة كلامية مع مؤتمري جهة طنجة، تم خلالها تبادل الاتهامات، وعلمت «المساء» أن موالين للكاتب الأول المستقيل محمد اليازغي انهالوا على بوبكري بالنقد الشديد، بسبب تبنيه لفكرة التحالف مع حزب العدالة والتنمية، كما انتقدوا دفاعه عن الانسحاب من الحكومة. ووصل التوتر بين الجانبين إلى حد وصف فيه بوبكري أحد المتدخيلن بأنه «موال لليازغي»، فرد عليه بالقول: «وأنت موال لمزيان بلفقيه».