استطاعت الشبيبة الاتحادية أن تعيش مؤخرا دينامية دؤوبة كسرت الجمود الذي طبق عليها منذ المؤتمر الوطني السابع، هذه الحركية وإن استنهضت فينا بواعث الأمل، إلا أن التساؤل حول مضمونها لايزال قائما. فماذا بعد؟ سؤال يوجهنا نحوالأمام والمستقبل، وتتحدد شروطه ومادته الأولية من حجم ووتيرة الجدل الفكري والنقاش المستفيض الذي يوحد نظرتنا إلى الإختلاف ويسعفنا نحوتدبيره واستثماره. إن نحن أردنا فعلا استدراك الزمن الرديء، والإستعداد لمواصلة المسار النضالي بروح وفعالية تستلهم قوتها من معطيات المرحلة وما تطرحه من قضايا تتصل بشكل مباشر بتطلعات وأمال الشباب المغربي، والعمل على استنهاض حماسه ورشاقته الذهنية التي تآكل جزء كبير منها بفعل تجاذب أطراف التيئيس وتجار التخذير الذهني وحملهم على كل ما يمكنهم من انخراط فاعل في المجتمع لإضفاء معنى وقيمة على العمل السياسي الجاد. ومسح صورة التبخيس والانتقاصية التي غلفت المشهد السياسي العام. إننا نثمن عاليا كل المجهودات المبذولة على المستوى الوطني والتي توجت بعدة لقاءات وملتقيات إقليمية وجهوية جعلت روح الإتحاد الإشتراكي تدب في شريان شبيبته، وأنعشت أطرافه المترامية أفقيا وعموديا. إلا أن ذلك يجردنا نحوالإلتفاف برزنامة من الأسئلة والاقتراحات التي نراها قادرة على تشكيل المدخل الأساسي لتثبيت الذات الجماعية لمنظمتها الشبيبة التي طبعت تاريخيا بميزات خاصة على مستوى صناعة القرار السياسي وتفعيله عبر الآليات المشروعة التي لا تزيغ عن منظومة الحزب كبنية متكاملة للإشتغال، لذلك لابد من : * العمل على تجديد آليات الاشتغال التي تتماشى والتطور الحاصل في المشهد السياسي، هذا الأخير الذي تجاوز بكثير حجم الإستقطاب الذي يخلفه الخطاب الأيديولوجي المنغمس في بواطن فكر القرنين 17 و18 . * صياغة تصور متكامل نستند إليه كمرجع يحدد عملنا راهنا ومستقبلا، بمنهجية تتسم بالعقلنة وبعد النظر، وقابل للخروج من القوة إلى الفعل. * الإنخراط الجماعي في مسلسل البناء التنظيمي وتوسيع الدائرة الوظيفية للشبيبة الاتحادية حتى تقوى على طرح القضايا التي تهم الحزب والمجتمع. * رد الاعتبار للتراص التنظيمي المفضي إلى تشكيل شبيبة فارغة من كل انفعال وجداني وقادرة على احتواء الفروق الثقافية والفكرية. * الإنفتاح على الطاقات المنتشرة عبر فروع وأقاليم الوطن، والتي أكدت حضورها في اللقاءات والملتقيات الإقليمية والجهوية (ملتقى السعيدية، تازة، جرادة، سيدي سليمان...). إننا نريد شبيبة يقتدى بها على مستوى التماسك الداخلي والإنسجام الروحي الذي يذكي الرأسمال الأيديولوجي والتاريخي. ويحصن ميولات الأفراد داخل الوحدة الإتحادية. الشبيبة الاتحادية - جرادة