احتفل المغرب ومعه دول العالم في 14 من الشهر الفارط باليوم العالمي للمتبرعين بالدم الذي اختارت له منظمة الصحة العالمية شعار «دم جديد للعالم» لما للدماء من دور أساسي/حيوي في إنقاذ الأرواح البشرية وضمان استمرار الحياة. المركز الجهوي بالدارالبيضاء لتحاقن الدم نظم الأبواب مفتوحة بالمناسبة من أجل التواصل والتحسيس بأهمية/ضرورة التبرع بالدماء، وقدم أطره مجموعة من الإيضاحات بشأن تساؤلات عدة وهواجس تنتاب عموم المواطنين حول الآليات المستعملة لاستخراج الدم، مآل الدماء المتبرع بها، عملية بيع الدم عند الضرورة ... ونقاط أخرى، وارتأت إدارة المركز أن تفتح نقاشا لتوضيحها، خاصة وأنها استهدفت في حملتها الشباب لمجموعة من الاعتبارات التي تطرق إليها الدكتور ح.مفضال مدير المركز في لقاء مع «الاتحاد الاشتراكي»، الذي اعتبر أن استهداف شريحة الشباب أمر ضروري لأنها هي المعول عليها من أجل الانخراط في عمليات التبرع بالدم لكون عدد الشباب هو الأكثر هرميا/ديموغرافيا، أخذا بعين الاعتبار قدراته الفيزيولوجية وعوامل الصحة الجيدة التي يتمتع بها والعنفوان وروح التطوع لإنقاذ أناس في أمس الحاجة لهاته الدماء، سيما وأن هناك سنا محدودا للتبرع بالدم لايتجاوز أصحابه 65 سنة. يسجل بالمستشفيات البيضاوية خصاص يقدر ب 300 كيس يوميا على مدار السنة والذي يرتفع رقمه في فترة العطلة الصيفية التي تتميز بارتفاع وثيرة حوادث السير، دون إغفال الأمراض المزمنة التي تصاحب المريض طوال العام والتي تتطلب دماء جديدة، كتصفية الكلي على سبيل المثال لا الحصر، في وقت يود عدد من المواطنين إجراء عمليات جراحية خلال هذه الفترة لعوامل متعددة. وإذا كان عدد المتبرعين بالدم سنة 2009 بالعاصمة الاقتصادية التي يعد مركزها الأكبر وطنيا بحيث يقدم حوالي 30% من إجمالي التبرعات على الصعيد الوطني، قد بلغ 65 ألف متبرع فإن ذلك لم يمنع من تسجيل ارتفاع الطلبات على مشتقات الدم خلال نفس السنة بنسبة 12% أخذا بعين الاعتبار ارتفاع عدد المتبرعين في 2009 بنسبة 6% مقارنة بسنة 2008، ليبقى الهدف الذي تعمل عليه أطر المركز البيضاوي هو الرفع من عدد المتبرعين على الأقل بنسبة 10% خلال السنة الجارية. يقوم المركز الجهوي لتحاقن الدم الذي شرع في الاشتغال سنة 1980 بعدما كان مقره قبل ذلك داخل مستشفى 20 غشت والذي يضم حوالي 100 موظف ما بين أطباء، ممرضين وتقنيي مختبرات، بالعديد من المبادرات/الخطوات من أجل تبسيط عملية التبرع بالدم على المواطنين الراغبين في الأمر، وخلق التواصل فيما بينه وبين المتطوعين، يقول الدكتور مفضال، ففضلا عن الأبواب المفتوحة التي نظمت بمناسبة اليوم العالمي والتي شهدت لوحدها خلال يوم 14 يونيو تبرع 238 شخص 65% من الذكور و 35% إناث ، مع تنظيم حفل لتكريم المتبرعين الأوفياء البالغ عددهم 152 متبرعة/متبرعا، حيث حصل بعضهم على ميداليات ذهبية اعترافا لهم بما قدموه من دماء لإنقاذ أرواح الآخرين والتي تقدر بحوالي 50 تبرعا لكل واحد منهم، بينما حصل المتبرعون عددا من المرات مابين 10 و 20 على ميداليات فضية، يقوم المركز أيضا بإرسال فرقتين متنقلتين صباح كل يوم نحو أماكن العمل والدراسة، وكل يوم أحد من كل شهر تنظم حملة للتبرع بالدم بتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني، إذ يتوفر المركز على شاحنات مجهزة لاستقبال خمسة متبرعين في وقت واحد، بنفس الكيفية والوثيرة كالمركز. على أن المعيقات تظهر أكثر خلال فصل الصيف ابتداء من فترة العطلة المدرسية، حيث يسجل خصاص في كميات الدماء لكون أغلب المواطنين يكونون في عطلة، وتغلق أبواب الشركات والمعامل وتقفل المؤسسات التعليمية، وهي كلها عوامل مؤثرة، يضيف مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم، وهو ما يستدعي القيام بإجراءات أخرى ميدانية كنصب خيام التبرع بداخل الأحياء الشعبية كما هو الحال بالنسبة للحي المحمدي التي تم نصب خيمة قرب المسجد يوم الخميس الفارط والتي ستظل هنالك لمدة شهر، أخذا بعين الاعتبار أن عدد المتبرعين خارج المركز تصل نسبتهم إلى 60% من العدد الإجمالي للمتبرعين. عملية التربع بالدم رهينة بعاملين/شرطين اثنين هما المعلومة والثقة، مع التركيز على أن الخطوة عنوانها الأبرز هو التكافل الاجتماعي، والذي اتضحت معالمه خلال شهر يونيو من السنة الجارية مقارنة بمثيله في السنة الفارطة، إذ سجل ارتفاع بنسبة 20%، مع التأكيد على أن الدماء المسلمة للمرضى من المركز هي ذات جودة عالية وتخضع لكافة التحاليل الضرورية والمطلوبة، مما جعل نسبة منها تصدر إلى فرنسا لتصنيع أدوية انطلاقا من الصفائح التي تكون كلفتها باهظة لكن عملية التبرع بالدم تعمل على تمكين عدد مهم من المرضى منها بأثمنة أقل من سعرها الحقيقي الذي كان سيتطلبه تصنيعها في غياب عامل التبرع.