دعا عبد الحميد جماهري، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، شبيبة الاتحاد الاشتراكي إلى تكوين داخلي ذاتي مستمر ورصد الأولويات والتوجه نحو الشباب المغربي للاستماع إليه والكشف عن كل الخلاصات التي يمكن أن تطوره، وقال في الملتقى الإقليمي الأول لأطر ومسؤولي الشبيبة الاتحادية بإقليم جرادة بأنه «علينا أن نتواضع لشبابنا في الحزب وعلى شبابنا أن يتواضع لشباب المغرب من أجل أن نتطور جميعا» جرادة: سميرة البوشاوني قال عبد الحميد جماهري إن «الاتحاد الاشتراكي سيد قراراته ولا يمكن لأي كان ان يملي عليه ما يجب فعله». وقال عصو المكتب السياسي في سياق الاستشهاد بذكرى 20 يونيو 1981 أن « ما وقع في تلك السنة الرهيبة، بعد الاحداث الدامية كشف طبيعة السلطة، كما أن ما حدث من بعد ، بخصوص رفض الاتحاد الاشتراكي وقائده الكبير المرحوم بوعبيد يبين أن الاتحاد يقول كلمته باستقلالية في قضايا الوطن وقضايا التعددية الحقيقية». دعا عبد الحميد جماهري، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، شبيبة الاتحاد الاشتراكي إلى تكوين داخلي ذاتي مستمر ورصد الأولويات والتوجه نحو الشباب المغربي للاستماع إليه والكشف عن كل الخلاصات التي يمكن أن تطوره، وقال في الملتقى الإقليمي الأول لأطر ومسؤولي الشبيبة الاتحادية بإقليم جرادة «دورة المرحوم علي زرار» بأنه «علينا أن نتواضع لشبابنا في الحزب وعلى شبابنا أن يتواضع لشباب المغرب من أجل أن نتطور جميعا» مشيرا في هذا الإطار إلى ضرورة إخراج الشباب من المنطق الثلاثي الخطير الذي يستغله الآن، لأن الشباب اليوم -يقول جماهري- «اقتطع منه جزء أصبح يشكل طاقة رجعية إن لم نقل إرهابية وهذا يطرح علينا بالفعل أن نشتغل في جميع الفضاءات العمومية والأحياء الجامعية لكي لا تبقى هذه الطاقة معطلة وتبقى رأسمالا خاصا بالقوى الرجعية والقوى الظلامية». والجزء الثاني يتعلق بما يسمى «القمصان البنية» وهم -حسب عضو المكتب السياسي- «الشباب الذي تم تحويله من قبل أباطرة الانتخابات إلى فيالق ومليشيات يفرضون بها الصوت الواحد واللون الواحد والتصويت الواحد، وهؤلاء لا يتورعون في حالات كثيرة عن استعمال العنف لمحاولة فرض مرشحيهم بالقوة...»، أما الجزء الثالث فهو «الذي يراد له أن يظل لامباليا وأن يظل خارج دائرة الفعل السياسي، وهو ما علينا أن نتوجه إليه» وهنأ عضو المكتب السياسي مناضلي الشبيبة الاتحادية بإقليم جرادة على اختيار شعار «الشباب أساس البناء الديموقراطي» والذين ربطوا فيه بين الشباب وبين البناء الديموقراطي مشيرا بأن بلادنا قطعت أشواطا فيما يتعلق بترسيخ وبناء الهياكل الديموقراطية... وأكد على أن الشباب هم أيضا أساس البناء المغاربي متوجها في هذا الصدد إلى إخواننا في القطر الجزائري الشقيق بالقول أنه «ليس من حق حسابات الماضي ولا من حق حزازات الحرب الباردة ولا من حق كل الطاقة السلبية التي عرفها ماضي العلاقات بيننا، أن يرهن مستقبل شبابنا ولا أن يعطل التوجه نحو بناء هذا التكتل المغاربي الذي نريده بالفعل أن يكون رافعة لمستقبل جماعي ولعيش مشترك بيننا وبين إخواننا في المغرب العربي». وفيما يتعلق بالجهة الشرقية أفاد عضو المكتب السياسي بأنها ولأسباب تاريخية واجتماعية أولى بالإصلاح وبإعادة الاعتبار، مشيرا أن هناك «إصرارا على ألا تشتغل النخب المحلية والجماعية السياسية والحزبية على أفق الرفع من مستوى هذه الجهة ولا تحسين ظروف أبنائها بل تكريس منطق الزعامات المنعزلة ومنطق الاستثناء في المنطقة» مؤكدا على «ضرورة تأهيل القضاء في الجهة وتأهيل اقتصاد الجهة وعدم ربط نموها وتطورها بالعامل الخارجي أو بفتح الحدود، بل يجب أن تستثمر الطاقات الموجودة فيها وأن يستثمر المغرب قدراته في هذه الجهة»، واسترسل قائلا: «لا يمكننا أن نغفل بأن هناك من يريد بالفعل أن يكون هناك استثناء في تعامل بعض أفراد السلطة ورجالاتها مع المواطنين ومع الأحزاب السياسية ويفرض أيضا حالات الاستثناء في تعامل بعض رجال القضاء مع قضايا تهم المواطنين وتهم الأحزاب، وهناك أيضا من يسعى لأن يفرض حالة الاستثناء في هذه الجهة لكي يثبت لذاته بأن المغرب لا يتحرك إلا بإذنه!». وفيما يخص الندوة التنظيمية المزمع عقدها يومي 03 و04 يوليوز المقبل قال عبد الحميد جماهري: «نتوقع وننتظر من شبيبة الاتحاد الاشتراكي مشاركة مهمة لكي تنقل لنا نبض الشباب المغربي الذي لاشك أن له تقديرا للوضع السياسي وله مطالب بهذا الخصوص...» وأردف «نريد من هذه الندوة التنظيمية أن تكون لحظة ديموقراطية وشفافة ولحظة للمكاشفة لكي نعرف بالضبط مكامن الخلل التي تعتري عملنا، ونعرف لماذا في لحظة من لحظات تطورنا كحزب وتطور حياتنا السياسية شعرنا أننا ابتعدنا نوعا ما عن المجتمع، ولماذا نشعر أن جزءا من الاتحاديات والاتحاديين لا يرضى عن أداء حزبه، ولماذا صورة الاتحادي عن نفسه ليست في المستوى الذي يريد ولم تعد بنفس الوهج...» وأبرز عضو المكتب السياسي أيضا بأن بناء الاتحاد الاشتراكي هو ضرورة وطنية، ديموقراطية ويسارية، وطنية «لأن المغرب في حاجة إلى حزب مستقل في قراره حزب قادر على التأثير وقادر على أن يبادر في العمل السياسي، حزب أيضا يمكنه أن يبلور جميع الانتظارات الديموقراطية للمغاربة وخصوصا القوى الديموقراطية في هذه البلاد». وضرورة ديموقراطية لأنه «لابد من أن يكون هناك حزب يحمل القيم الديموقراطية والقيم الكونية وقيم حقوق الإنسان وقيم المساواة وقيم الدفاع عن حقوق المرأة وعن حقوق الطفل... وهذا الحزب هو حزب نابع من المجتمع وله امتداد في التاريخ ويختار قراراته بكل مسؤولية، وبالتالي لا يمكن إلا أن يكون مكسبا للديموقراطية». وبناء الاتحاد الاشتراكي هوأيضا ضرورة وشرط يساري «لأن حزب الاتحاد الاشتراكي ضروري لإعادة بناء ولتكوين اليسار، يسار قادر على الفعل يتمثل سلوك الديموقراطية والحداثة يسارا يمكنه أن يشارك بتواضع في التفكير وفي النقد وقادر على المراجعة وعلى مواجهة الإشكالات السياسية وعلى التوجه إلى الميدان، ليس يسارا معزولا بشعارات معزولة في المجتمع ولا يسار الأقليات، بل نريد يسارا قويا قادرا على أن يشكل كتلة تسند الديموقراطية وتستند إليها، تسند الحداثة وتستند إليها، ويستطيع بالفعل أن يطور المجتمع وأن يسمع صوت القوى الشعبية التي يردد بأنه يعبر عنها» يقول جماهري. كما ذكر بالنقاش الذي فتحه الحزب حول الإصلاحات السياسية والدستورية مؤكدا على ضرورة رد الاعتبار للسياسية لينظر إليها على أنها خدمة للمواطنين وخدمة لمصالحهم ومطالبهم الأساسية في توفير الخدمات الضرورية، ولكي تصبح السياسة أيضا تطوعا ونبلا وخدمة عمومية. وقال في هذا الصدد بأن «الإصلاحات السياسية التي نريد أن يدخل فيها المغرب باتفاق مع كافة الفرقاء السياسيين، نريد منها أن تنهي مع الترحال السياسي لأنه لم يعد مقبولا في مغرب اليوم أن يقوم أي كان بجمع مجموعة من البرلمانيين الرحل لكي يصبح قوة سياسية ويمكن أن تكون هذه القوة السياسية مفتعلة وعائمة ومتجولة...» وأضاف «يجب أن يخرج المغرب من حالة التوازنات المستمرة والاستثناءات التي تتحكم في الحقل السياسي إلى وضع سياسي بسيط وعادي وطبيعي» وفي هذا الإطار قال: «نعتقد أنه آن للمغاربة وللفرقاء السياسيين بمن فيهم الدولة أن تتفق على قواعد لعب يحترمها الجميع، لأنه لم يعد من المقبول، بعد نصف قرن من الممارسة السياسية، أن نمشي للسياسة بدون قواعد متفق عليها من قبل الجميع ومتفق عليها على أساس الديمومة والاستمرارية في الزمن...» وتطرق أيضا إلى الخطاب الملكي ليوم 03 يناير 2010 مشيرا إلي أنهم في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعتبرون الدعوة التي دعا إليها جلالة الملك في خطابه من أجل الدخول في حوار واستشارة واسعة حول الجهوية «فرصة تاريخية لكي نعيد إصلاح الدستور ونعيد إصلاح هياكل الدولة بشكل عميق، لأن الأمر في تقديرنا لا يتعلق بمصاحبة سياسية ودستورية للحكم الذاتي فقط، بل هو ضرورة ديموقراطية لابد أن نغتنمها من أجل أن نعيد الاعتبار للسياسة، وأيضا من أجل أن نصلح هياكل الدولة إصلاحا مؤسساتيا عميقا...» وبدوره هنأ الحسين حسني، عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، شبيبة إقليم جرادة على اختيار شعار «الشباب أساس البناء الديمقراطي» وأشار بأن «ذلك نابع مما أثبته التاريخ وبما لا يقبل الجدل أنه ما من حركة تغييرية اجتماعية كانت أم سياسية، علمية أم ثقافية إلا وكان الشباب عمادها الرئيسي» مبرزا أنه «مهما كانت الإيحاءات بانغماس الشباب في السياسة، فإننا نلاحظ عزوفهم الذي يصل إلى حد القطيعة عنها في أغلب الأحيان، رغم ما يعنيه ذلك من خروجهم من دائرة الفعل والتأثير، ورغم أن نسبة الشباب تحت سن 35 تزيد عن 60% من عدد السكان»، وفي هذا الإطار قال حسني أنه «على الأحزاب الموجودة في الساحة مسؤولية تاريخية تجاه إعادة الشباب إلى ساحة التأثير السياسي كي تتفادى موتاً صار شبه مؤكد، كما يجب عليها منح الشباب فرصة أكبر للتعبير عن أنفسهم دون قيود تنظيمية خانقة، ورفع وتيرة مشاركتهم في العمل الحزبي عبر السماح لهم بوضع برامج عملهم الخاصة التي تحمل طابعهم...»، داعيا أيضا إلى «رفع تمثيلية الشباب في الهيئات القيادية ومراكز صنع القرار عن طريق كسر حواجز السن الأدنى المطلوب والأقدمية الطويلة جدا التي يشترطها الترشيح إلى هذه الهيئات أو تولي المسؤوليات، لأن كسر هذه الحواجز يسمح بضخ دم طازج في عروق هذه الأحزاب يسرع في إيقاع عملها ويرفع من فاعليتها ومرونتها». أما السهلي بونوة، الكاتب الإقليمي للاتحاد الاشتراكي بإقليم جرادة، فأشار في خضم كلمة بالمناسبة أن «الشبيبة الاتحادية على صعيد الإقليم مدعوة أكثر من أي وقت مضى لاستيعاب الثقافة المجتمعية المحلية، وكذا التحولات التي باتت تؤثر بقوة في سلوكيات وتمثلات الشباب حتى يمكن أن تؤدي دورها كاملا في معركة التغيير والبناء الديموقراطي...» كما ذكر بطبيعة الثقافة المجتمعية بالإقليم، والتي يغلب عليها طابع النعرة القبلية وكذا البطالة التي أصبحت عنوانا بارزا خاصة وسط خريجي الجامعات وحاملي الشهادات، والتي ساهمت في جعل المنطقة منطقة هجرة بامتياز وجعلت ما تبقى من شبابها بين مطرقة الأعيان وسندان مافيا الانتخابات... وباسم الشبيبة الاتحادية بإقليم جرادة قدم عادل بوعيون مداخلة ذكر خلالها بالوضع السياسي في إقليم جرادة قديما وحديثا، كما عرض أهداف الملتقى والمتمثلة أساسا في تجسيد أواصر التواصل ما بين شبيبة الإقليم وشبيبة الجهة الشرقية والمكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، ودعا إلى تظافر الجهود من أجل النهوض بالشبيبة الاتحادية بإقليم جرادة، مع دعوة الشباب إلى الإقبال على الانخراط في العمل السياسي بالمنطقة لأن «غياب الشباب عن المشاركة السياسية هو الذي جعل مدينة جرادة تتخبط فيما هي عليه الآن..» وقد افتتح الملتقى، والذي احتضنته مدينة جرادة يوم السبت 19 يونيو الجاري، بكلمة لعضو الكتابة الإقليمية عبد الله أولوس في حق المرحوم علي زرار أحد المناضلين الاتحاديين الذين قدموا خدمات مهمة للتنظيم بإقليم جرادة بصفة عامة وببلدة تويسيت بصفة خاصة، تلا ذلك قراءة الفاتحة ترحما على روح المرحوم. هذا إلى جانب تقديم عرض حول موضوع «الشباب والسياسة وأسئلة مغرب اليوم» قام بتأطيره عضو الكتابة الإقليمية لوجدة معروف البكاي.