على هامش الدورة الرابعة عشرة لمجلس حقوق الإنسان عقدت منظمة «شمال-جنوب21» لحقوق الإنسان وحوار الثقافات ندوة علمية الأسبوع الماضي بمقر قصر الأممالمتحدة في جنيف حول موضوع «الأخطار المحدقة بالمعالم الثقافية والدينية الإسلامية والمسيحية في فلسطينالمحتلة: «هدم المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل نموذجا» وذلك بمشاركة كل من العميد الشرفي لكلية الحقوق في جامعة نيس، والدكتورة ليديا إفدوكسيادي خبيرة التراث الثقافي، وأحمد الرجوب مدير إدارة المواقع الأثرية في وزارة السياحة والآثار في فلسطين، ورانيا ماضي منسقة جمعية «بديل»، وجويل سوجي من المجلس العالمي للكنائس. وأدار الندوة الدكتور محمد مصطفى القباج، المدير التنفيذي لمنظمة «شمال-جنوب21» الذي مهد للندوة بكلمة أشار فيها إلى أن الحروب هي ضد الإنسانية وما تنتجه الإنسانية من ثقافة وفنون وقيم. كونها تأتي على أرواح الأبرياء، وتقضي على المعالم الحضارية والثقافية والروحية، ومن هذا المنطلق أشار المتدخل إلى أن هذه الندوة أتت للتنديد بما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من محاولات لتهويد فلسطين ومعالمها مما يعد انتهاكا صريحا وخرقا سافرا للقانون الدولي والإنساني ولكل الصكوك والمعاهدات والاتفاقات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة. إثر ذلك ألقت الدكتورة ليديا إفدوكسيادي والخبير أحمد الرجوب عرضا مشتركا حول ما تتعرض له فضاءات العبادة في مدينة الخليل من تعسفات إسرائيلية وصلت حد هدم المسجد الإبراهيمي كما قدما صورا ناطقة عن جرائم إسرائيل في هذه المدينة. وألقى البروفيسور روبير شارفان من فرنسا عرضا مفصلا عن الانتهاكات القانونية التي ترتكبها إسرائيل في حق التراث الثقافي في مناطق الاحتلال مما يتعارض مع اتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية لاهاي وكل القوانين الدولية والإنسانية مبرزا أن هذه الانتهاكات تدخل في إطار جرائم الاستعمار التي تستوجب نضالا ودعما دوليا من أجل إنصاف الفلسطينيين بمحنهم حق تقرير مصيرهم وإنشاء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. وفي عرضها أكدت رانيا ماضي على ضرورة يقظة المجتمع الدولي تجاه ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من خروقات ستؤدي إلى إبادة شعب بكامله وثقافة بكاملها إذا ما تغاضى المجتمع الدولي عن ذلك. وقدمت جويل سوجي من المجلس العالمي للكنائس شهادة مؤثرة عن مشاهداتها خلال زيارة قامت بها لمدينة الخليل وما وقفت عليه من تعسفات إسرائيلية على السكان و على المعالم الحضارية الإسلامية والمسيحية بكل وحشية ودون مراعاة لأي وازع أخلاقي ولأي التزام قانوني. وفي نهاية هذا اللقاء جرت مناقشة عامة ركزت على ضرورة التزام المجتمع الدولي بترسيخ قيم العدالة وعدم الكيل بمكيالين تعزيزاً لروح السلام والتعايش بين الثقافات والأديان والحضارات. * ممثلة منظمة شمال-جنوب في المغرب