تحتضن مدينة صفرو في الفترة الممتدة من 17 يونيو من الشهر الجاري إلى غاية 20 منه فعاليات الدورة التسعين لمهرجان حب الملوك الذي يعد أقدم مهرجان في تاريخ المغرب بعد تأسيسه من لدن المعمر الفرنسي سنة 1919 . وقد دخلت جمعية مهرجانات صفرو«إفنت» المؤسسة حديثا على خط التنظيم بتنسيق مع جمعية حب الملوك والجماعة الحضرية لذات المدينة للإشراف على مختلف فقرات هذه المحطة الفنية والثقافية. وسيتقدم المنظمون بملف المهرجان لمنظمة اليونسكو بغية الحصول على صفة تراث عالمي إنساني لا مادي. الفقرة المركزية ضمن فعاليات هذه الدورة تتعلق بحدث تتويج ملكة جمال حب الملوك مساء اليوم الثاني من عمر المهرجان برحاب القصر البلدي بمشاركة الفرق الفلكلورية والعساوية وجوق الطرب الأندلسي لفاس وصفرو ومشاركة الفنان عبد الرحيم الصويري مع النقل المباشر عبر شاشات العرض الكبرى بأهم ساحات المدينة. وقد سبق للجنة المنظمة أن توصلت ب 49 ملفا للترشيح لملكة الجمال من فتيات ينحدرن من عدة مدن مغربية، وستجري الإقصائيات النهائية لاختيار الملكة رفقة وصيفاتها صباح اليوم الأول من المهرجان بقاعة الندوات التابعة لقصر الجماعة حيث تم تخصيص جوائز تتراوح ما بين 5000 درهم و 10000 درهم لفائدة الفائزات. ووفق طقوس المهرجان، ستجري احتفالات كرنفالية وترفيهية من خلال استعراض موكب ملكة حب الملوك مساء اليومين الأخيرين مؤثثا بعدد من العربات عبارة عن لوحات ذات أبعاد وطنية وقومية واقتصادية وتربوية.. تترجم عمق التراث الثقافي والإنساني المتعدد.وسيعرج الاستعراض الرسمي للموكب على طول المسافة لشارع محمد الخامس ليرسو بالساحة الكبرى لباب المقام بمساهمة الجوقة النحاسية وفرق فلكلورية ذات الطابع الأمازيغي لإضفاء قيمة جمالية لهذه التظاهرة الاحتفالية. هذا، وسيسبق احتفالات المهرجان الطواف التقليدي بالمشاعل عبر شوارع المدينة بمساهمة فرق نحاسية وكشفية إيذانا بإعلان افتتاح هذه التظاهرة التي تستهدف بالأساس الاحتفاء بفاكهة حب الملوك الباذخة. وبحسب المعطيات الواردة بالبرنامج العام، فإن المهرجان ستتخلله عدة فقرات من مسابقات رياضية وفنية وعروض مسرحية فضلا عن السهرة العمومية الكبرى بساحة باب المقام بمشاركة الفنانة لطيفة رأفت ومجموعة ناس الغيوان والفنان بوتمزوغت والفنانة أمال الوزاني ومجموعة تاكدا وعبيدات الرمى وفرق موسيقية محلية.. وإذا كان المبتدأ والمنتهى من الاحتفال هو الاحتفاء والتسويق لفاكهة حب الملوك التي استنبتها الفرنسيون على عهد الحماية، فإن المدينة لم تعد منذ سنين تنتج ما يكفي من هذه المادة الأنيقة بفعل الغزو الإسمنتي الخطير الذي زحف في العديد من المجالات الخضراء من طرف لوبيات العقار التي حولت حديقة المغرب/صفرو إلى سوق للمضاربات لتبشيع الوجه العمراني للمدينة والإساءة لبعدها الحضاري العريق.وهكذا «نزحت» شجرة الكرز إلى مناطق مجاورة خاصة إيموزار كندر مما يؤشر على فقدان المهرجان لحلاوة حب الملوك رغم الأوراش التي نظمتها السلطات الإقليمية هذه السنة همت غرس أشجار الكرز لإعادة الروح لهذه الفاكهة..