تحتاج الأعراس والحفلات الكبرى مدعوين من الطراز الرفيع، ولن تخرج نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا عن هذه القاعدة. إذ يستعد عشاق الساحرة المستديرة لمتابعة فصول أم البطولات، وسيكونون على موعد فريد مع مشاهدة نجوم هذه الرياضة عن كثب. وتعج المنتخبات ال32 المشاركة في هذه النهائيات بالنجوم من كل حدب وصوب ومن جميع التخصصات، كما تمتلك لاعبين قادرين على خطف أنظار الجماهير كيفما كانت أذواقهم. إذ هناك من المشجعين من يحبذ المراوغات، وينتظر بفارغ الصبر رؤية مهارات لاعب مثل كريستيانو رونالدو واختراقاته الذكية. وهناك في الطرف الآخر من لا تحركه سوى تدخلات المدافعين الصلبة، ويقدر بأس لاعب مثل نيمانيا فيديتش أو تدخلات حارس ماهر مثل جيانلويجي بوفون. كما أن هناك من الجماهير من لا يهلل إلا لبراعة فرانك ريبيري وضغطه الحثيث نحو شباك الخصوم، وهناك من يفضل التسديدات القوية السامة، التي تعتبر سلاح ويسلي شنايدر المفضل. وستدخل بعض المنتخبات مسابقة كأس العالم معززة بكم هائل من النجوم والأسماء اللامعة. وينطبق هذا الأمر على كتيبة الأرجنتين، التي ستعتمد في النهائيات على خدمات أفضل لاعب في العالم لسنة 2009 ليونيل ميسي، وستكون كتيبة بيسيليستي مدعومة أيضا بالقدرات الهجومية الكاسحة لكارلوس تيفيز ودييجو ميليتو وجونزالو هيجواين وسيرخيو أجويرو. كما سيستفيد منتخب التانجو من خبرة قائده خافيير ماسكيرانو وذهاء مدربه دييجو أرماندو مارادونا. أما منتخب البرازيل، حامل لقب كأس العالم خمس مرات، فيعج بالنجوم رغم اعتماد المدرب دونجا على اللعب الجماعي. إذ تألق بين صفوفه في السنوات الثلاث الماضية لاعبون من العيار الثقيل، ويأتي على رأسهم كل من كاكا وروبينيو والحارس الأمين جوليو سيزار والمدافع الصلب لوسيو. أما في القارة العجوز، فقد نالت المجموعة الأسبانية الحالية احترام الخصوم تدريجياً، واستطاعت الفوز بالعديد من الألقاب في الفئات الصغرى، قبل أن تكرس هيمنتها وتفوز بكأس أوروبا سنة 2008 . وسيدخل أبناء فيسنتي دل بوسكي العرس الأفريقي بمعنويات مرتفعة، لاسيما بوجود مهاجمين من طينة دافيد فيا وفيرناندو توريس، ولاعبي وسط من حجم تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا، وحارس ماهر بقيمة إيكر كاسياس. كما ستتجه الأنظار إلى كتيبة إنجلترا بقيادة المدرب فابيو كابيلو، إذ يمتلك منتخب الأسود الثلاثة لاعبين متمرسين ومتعددي التخصصات، من قبيل صانعي ألعابه فرانك لامبارد وستيفن جيرارد، اللذين ألفا تسليم كرات في طبق من ذهب للمهاجم الفذ واين روني، علماً أنهما عودا الجمهور كذلك على الرجوع لتعزيز المنظومة الدفاعية بقيادة جون تيري. ويترقب الجمهور الأفريقي ظهور ممثليه في النهائيات بفارغ الصبر. إذ تأكدت إمكانية حضور ديدييه دروجبا مع منتخب كوت ديفوار، بينما يعول منتخب الكاميرون على صامويل إيتو ويمني النفس بتألق جديد على غرار ما حققه هذا الموسم مع إنتر ميلان. أما غانا، التي حرمت من خدمات ميكايل إيسيان، فستعتمد على مهارات ستيفن أبياه وسولي مونتاري في وسط الميدان، وستكون مدعومة ببعض المواهب الشابة. بينما يثق جمهور الجزائر في براعة كريم زياني ورفيق صايفي، ويأمل النيجيريون بتألق أوبافيمي مارتينز والمخضرم نوانكو كانو. ولقد أظهرت دراسة في شهر مايو المنصرم أن جمهور هذا البلد واثق من تألق ممثليه في العرس العالمي، كما تكبر الآمال وتزداد مع اقتراب موعد ركلة البداية. لذلك ستتجه الأنظار خلال الأسابيع القليلة القادمة إلى أعضاء كتيبة بافانا بافانا، وستصير أسماء لاعبيها على كل لسان في بلاد نيلسون مانديلا.