تنديدا بما وصف بالوضع الكارثي والعبثي واللاإنساني الذي يعيشه مستشفى الفارابي بوجدة، نظم الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة، صباح الأربعاء 26 ماي، وقفة احتجاجية أمام مدخل مستعجلات المستشفى، وقفة حضرها إلى جانب أعضاء المكتب النقابي عدد مهم من ممثلي وسائل الإعلام المكتوبة، المسموعة والمرئية وممثلي بعض الجمعيات المدنية والحقوقية، وذلك للتعبير عن استنكارهم للإهمال الكبير والاستهتار بأرواح المواطنين... وقد جاءت الوقفة عقب ما تم ملامسته من إهمال ولامبالاة من قبل المسؤولين على قسم الإنعاش بمستشفى الفارابي في حق الزميل الشيخ مبطيل، مدير نشر جريدة الشرق المغربية، والذي وافته المنية فجر يوم الأربعاء 19 ماي بمستشفى الفارابي متأثرا بإصابات بليغة على مستوى الرأس وباقي الأطراف، حيث ظل المرحوم يصارع الموت أمام أنظار ممرضات متدربات في غياب الأطباء والمسؤولين على قسم الإنعاش الذين اتخذوا من التعطل «المزمن» لجهاز «السكانير» ذريعة لتبرير عدم تقديم المساعدة للضحية... وفي هذا الإطار أعلن الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة من خلال بيان (نتوفر على نسخة منه) متابعته لهذا الملف الإنساني الحساس، ودعا إلى فتح تحقيق عاجل ومباشر للوقوف على ما آلت إليه الأوضاع المزرية بجناح الإنعاش، خاصة ليلة الأربعاء19 ماي، وتحديد المسؤولية بدقة ومتابعة المسؤولين عما جرى بتهم الإهمال الطبي واللامبالاة في تقديم العناية الطبية اللازمة لمواطن مغربي تضمن له الحياة أو حتى الموت الكريم وذلك طبعا بعد استفراغ الجهد البشري اللازم ?يضيف البيان- وتجدر الإشارة أن الإهمال واللامبالاة أصبحا عنوانين بارزين لواقع مؤسسة استشفائية ينتظر منها المواطن الوجدي وغيره من مواطني الجهة الشرقية ضمان حقهم في التطبيب والعلاج، وقد سبق أن تطرقت جريدتنا في مقالات عدة لهذا الموضوع وذكرنا أمثلة لأشخاص ولجوها أحياء فخرجوا منها على النعوش، وآخرون دخلوها مشيا على الأقدام فخرجوا منها على الكراسي المتحركة، هذا ناهيك عمن قضى أسابيع مرمي على سرير بالمستشفى في انتظار التفاتة طبيب تسمح أجندته بذلك نظرا لارتباطاته مع المصحات الخاصة... فرحم الله ضحايا الإهمال واللامبالاة، وتعازينا الصادقة لأسرة الزميل الشيخ مبطيل وكافة أصدقائه وزملائه، متضرعين لله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.