من المنتظر أن يعلن المكتب المسير لفريق الرجاء البيضاوي، حسب مصادر متطابقة، عن استقالة جماعية يومه الاثنين أو غدا الثلاثاء على أبعد تقدير، بعد أن يعقد آخر اجتماع رسمي له، يتم خلاله تعيين لجنة مؤقتة للإشراف على التهييء للجمع العام. وحسب مصدر مسؤول داخل الفريق الأخضر، فإن الاستقالة تأتي استجابة لطلب رئيس الفريق عبد الله غلام الذي أبدى رغبة في الاستراحة، بعد الخدمات التي قدمها للخضراء. وبما أن الرئيس هو الذي شكل المكتب بتفويض من الجمع العام- يضيف المصدر نفسه- فإنها ستكون استقالة جماعية. وأضاف ذات المصدر أنه تم التداول في قرار الاستقالة قبل شهر من الزمن. وكان سيتم الإعلان عنها، سواء أفاز الفريق باللقب أم لا، مشيرا إلى أن الجميع آثر التكتم علي الخبر حفاظا علي وحدة الفريق، الذي ظل ينافس على اللقب إلى آخر دورة من عمر بطولة هذا الموسم. وألمح مصدرنا إلى أن المكتب وفر كل الأجواء اللازمة للفريق الذي أنهى الموسم في الرتبة الثانية التي تخوله المشاركة في منافسات كأس عصبة أبطال إفريقيا، فضلا عن استقرار الوضع المادي، حيث سيحمل التقرير المالي الذي سيتم عرضه في الجمع العام فائضا ماليا مهما، بالإضافة إلى تسوية أجور اللاعبين، الذين يرتبط كلهم، باستثناء الزروالي، الذي لم يجدد بعد عقده مع الرجاء، بعقود مازالت سارية، أقلها لموسمين مقبلين. وإذا كان هذا الجو الحزين قد خيم على أوضاع الفريق الأخضر، فإن القلعة الحمراء عاشت احتفالات، استمرت إلى ساعات متأخرة من الليل، بعد تتويج الوداد بلقب البطولة للمرة 17 في تاريخه، باحتساب الألقاب الخمسة، التي حققها في عهد الحماية. هذا، وقد عاشت جماهير الكرة زوال يوم أول أمس السبت، حالة من الترقب والانتظار غير مسبوقة، في انتظار إعلان الفريق البطل والفريق الذي سيرافق جمعية سلا إلى القسم الثاني. وظل الترقب حاضرا إلى الدقائق الأخيرة من عمر المباريات التي أعلنت الفريق الأحمر الوداد بطلا بعد فوزه على الفتح، وهو فوز فتح باب اللقب أمام أشبال المدرب فخر الدين الذي منح نفسا جديدا وقويا للاعبيه، الذين كان إصرارهم مصنوعا من حديد. بالمقابل خرج الرجاء من الباب الصغير بعد هزيمته أمام الجيش الملكي، حيث عطاءاته غير ملامسة لمستوى فريق كان يصارع من أجل اللقب. بالمقابل بدا فريق الوداد البيضاوي وكأنه متقين من إمكانية الفوز باللقب، حيث كانت كل الترتيبات مهيأة للاحتفال. فقد كانت الفرحة مخبأة وراء مساحة صغيرة من الشك، لكن التفاؤل كان كبيرا. جماهير تقاطرت على مركب محمد الخامس بكثرة (فاق عددها 30 ألف متفرج)، فقد كانت المدرجات مملوءة، باستثناء تلك المخصصة لجماهير الرجاء، أو ما يصطلح عليها بالمكانة، فضلا عن التنظيم الجيد، من خلال ضبط المداخل و المخارج، وبالأسفل كانت الحركة دائبة لوضع الترتيبات النهائية على منصة الاحتفال . التركيز كان كبيرا على أرضية الميدان، التي احتضنت آخر مباراة للوداد في بطولة هذا الموسم، أمام الفتح الرباطي. الأعصاب متوترة والضغط كبيرا، ليس على اللاعبين وأعضاء المكتب المسير، وإنما حتى على الجمهور، الذي كان يهتز مع كل محاولة لفريق الجيش الملكي، الذي كان يخوض في نفس التوقيت مباراته أمام الرجاء. وانخرط لاعبو الوداد في الاحتفال بكل عفوية، وكان نادر المياغري في مقدمة اللاعبين الذين تحلق حولهم عدد كبير من العشاق، إلى جانب المدافع خالد السقاط، الذي خاض أكبر عدد من اللقاءات في هذا الموسم. وأثنى فخر الدين على العمل الذي تم القيام به سابقا، كما شكر المكتب المسير علي الثقة التي وضعها فيه، معتبرا أن هذا اللقب له حلاوة خاصة، تتعدى كل الألقاب التي فاز بها مع الوداد، لأنه تحقق في موسم حماسي وشيق للغاية، كما أشاد بالمجهود الذي بذله اللاعبون حتى آخر دقيقة من عمر المباراة. وفي المقابل أخطأت الرجاء الموعد، وانقلبت في المنعرج، بطريقة قيادتها للمباراة والتي استغرب لها الجميع: غياب الحماس والندية، شلل تام بين الخطوط، وشرود حاد لذهن اللاعبين الى الحد الذي جعل تمريراتهم وتموضعاتهم الخاطئة تعد بالعشرات، كما أن غياب لياقة بدنية قوية في مثل هذه اللقاءات جعلتهم يفشلون في كل النزالات، ويعطون للعسكريين الفرصة بإثبات الذات. هنيئا لفريق الوداد على هذا الإنجاز الذي ظل الوصول إليه معلقا بين ثنايا الإصرار والرغبة في الصعود إلى البوديوم.