من «حسنات» عمارة «هنديم» بعمالة مقاطعات الفداء على المقاطعة أنها تخفي وراءها غابة من العيوب، تتجسد في عالم غريب أقل ما يقال عنه، «إنه عالم ما قبل التمدن، عالم بوجه بشع، عالم لا يواكب التطور والتحديث»! إنها الخلاصة التي أجمع عليها العديد من السكان المتضررين ، جراء «الفوضى ، العشوائية و الإهمال» . فمنذ الساعات الأولى يبدأ مسلسل الإزعاج والتضييق الممارس من طرف الباعة الجائلين و «الفراشة»، حيث «تختلط أصواتهم بنهيق الحمير، بهدير المطحنة التي تشتغل بدون انقطاع 24/24، تمتزج رائحة المأكولات برائحة الجلود، بغبار الأتربة المتناثر من بعض الأزقة، جراء الإهمال الذي طالها، لأنها بكل بساطة لم يشملها التعبيد منذ أمد بعيد، لأن «الجدران» تحجب العيوب، في نظر بعض المسؤولين المحليين ! أجواء الفوضى هذه، وما يرافقها من محن يومية يتجرع مرارتها السكان، جعلت البعض منهم، يعبرعن غضبه بالقول «عار أن تضم المقاطعة أسواقا بمسميات غريبة كسوق اللباطة، سوق الذبان، سوق العفاريت، سوق الكلاب... دون أن يتم التدخل ، وفق القانون، للتعاطي بحزم مع هذه الظواهر والارتقاء إلى هيكلة حداثية»! وفي السياق ذاته، طرح المتضررون مجموعة من التساؤلات، منها: «ما معنى أن تتراكم البرك مع أول قطرة غيث ويكثر الوحل ويصعب اجتياز بعض الأزقة، خصوصا الزنقة 14، في مدينة عصرية، وفي حي يؤدي قاطنوه ضرائب النظافة؟ ما معنى أن يُحتل الملك العمومي بشكل يثير الاستفزاز دون أن تحرك مسطرة القانون في حق كل من تطاول على الملك العام؟ ما معنى أن يتسابق البعض على تجهيز مكاتبهم ( الإدارية) بأفخر التجهيزات (كراسي، أجهزة تلفاز وغيرها) من أموال الشعب، علما بأن العبرة بالعمل لا بالشكل؟ ما معنى التحصن في المكاتب عوض النزول الى الشارع والإجابة عن استفسارات ومشاكل المواطنين خصوصا والشوارع ملأى بالأزبال وبعض الأزقة تعاني الإهمال والحفر و تراب الجماعة يعج بكل أصناف الدواب؟ وأخيراً، ما معنى أن تجد صعوبة في أن يستقبلك مسؤول بالمقاطعة، حيث يجب أن تمر بكاتبات ثم كاتب ... علما بأنه انتخب من طرف السكان وأنذر نفسه لخدمتهم ، ومن ثم يجب أن يكون بابه مشرعا لحل مشاكلهم ، أو ، على الأقل ، الإنصات لهمومهم ، ولو من باب أضعف الإيمان؟»