أن تتوفر الإرادة فذاك هو الشرط الوحيد لتحقيق ما يمكن أن يعجز عن تحقيقه البعض، وأن تكون هي الدافع لبذل المزيد من الجهد من أجل توفير الرعاية والاهتمام، ذاك ما يمكن للمرء أن يستشفه وهو يعاين نزيلات دار البنات بمولاي ادريس الأول، التي تشرف عليها جمعية نور للرعاية الاجتماعية التي كانت إلى وقت قريب تشرف وتهتم بنزلاء الخيرية الإسلامية سابقا لعين الشق، الذين تم ترحيل «الصغار» منهم نحو سيدي الخدير حيث يعيشون أوضاعا لاعلاقة لها بما تعيشه بنات «الخيرية». فقد أبدعت الفتيات بمناسبة تنظيمهن لمهرجان يحمل إسم «التراث» بتاريخ 17 أبريل، حيث قدمت عدد من النزيلات التي يبلغ مجموعهن 127 نزيلة من فئات عمرية مختلفة، لوحات فنية راقصة وأغاني متنوعة، وعددا من الأناشيد، تتغنى بأجمعها بالوحدة الوطنية وتبرز تنوع وغنى الثقافات المغربية بكل منطقة منطقة، الريفية، الجبلية، الصحراوية والشمالية...، في قالب فني شد إليه انتباه الضيوف والحاضرين سواء من أهالي وأقارب الفتيات/النزيلات أو من العموم، الذين أكدت لهن هاته الفتيات أنهن لايختلفن عن الآخرين وبأن بإمكانهن «تشريف بلدهن ومؤسستهن وذويهن والمجتمع بأسره، شريطة توفير الرعاية لهن والاهتمام بهن». أمسية فنية امتزجت فيها الكلمة، بالنغمة والرقصة، في تناغم وانسجام تامين، وساهم في تنوعها وغناها فتيات المستوى الإعدادي اللائي أبين إلا أن يعبرن عن مواهبهن وإبداعاتهن، وأن يشاركهن في فقراتهن مجموعة إخوان نزيهي، وهما الشقيقان اللذان يقدمان معزوفات غنائية بلغة موليير مرفوقة بعزفهما على آلة القيتارة والبيانو.