أصبحت العديد من شوارع وأزقة العاصمة الاقتصادية، وكذا محيط المؤسسات التعليمية والمقاهي، قبلة مفضلة لغزو المخدرات بمختلف أنواعها، سواء تعلق الأمر بمادة الشيرا أو حبوب الهلوسة أو مادة الكحول التي تستعمل في تصنيع الخمور منها، وأخذا بعين الاعتبار آثارها السلبية إن على مستوى تأثيرها الصحي أو الأخلاقي، أو تهديدها للأمن الاجتماعي للمواطنين وممتلكاتهم، فإن تدخلات المصالح الأمنية على صعيد الولاية، خلال الآونة الأخيرة، شهدت عمليات يمكن نعتها ب« الضربات الاستباقية» التي تستهدف ، حسب مصدر مطلع ، «الحد من وتيرة ترويج المخدرات و الحيلولة دون وصولها إلى أيدي المستهلكين القاصرين والراشدين على حد سواء»، وذلك عبر عمليات «وقائية من أجل تحديد هوية مروجيها وإيقافهم لتقديمهم أمام العدالة». التدخلات الأمنية المختلفة والمتوزعة على ربوع الرقعة الجغرافية البيضاوية ، مكنت من حجز كميات مهمة من المخدرات، التي تنوعت ما بين الشيرا والكحول بالحي الحسني، ومخدر «الحشيش» بابن امسيك سيدي عثمان، وكذا المخدرات الصلبة بكل من آنفا والبرنوصي ازناتة، إضافة إلى حبوب الهلوسة «القرقوبي» التي تعتبر محجوزا موحدا بين الفرق الأمنية المختلفة، وفي السياق الأمني العام، وبناء على معطيات توصلت بها فرقة مكافحة المخدرات التابعة لمصلحة الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية البرنوصي ازناتة (أناسي)، والتي تفيد بكون أحد الأشخاص المنحدر من الأقاليم الشمالية، والذي يقطن بمدينة الجديدة، التي جعل منها نقطة عبور ووصل بعدد من المدن، لترويج مادة الشيرا، يحاول توزيع مواده المحظورة على زبنائه بالمنطقة، فعملت المصالح الأمنية على «وضع خطة للإيقاع به» وهو ما تمكنت من تحقيقه زوال أول أمس الثلاثاء حوالي الساعة الثالثة بشارع أبي ذر الغفاري بالبرنوصي، وبحوزته أربعة كيلوغرامات من مخدر الشيرا تصل قيمتها إلى 80 ألف درهم وهاتف نقال من نوع «نوكيا» يستعمله في الاتصال بزبنائه، والذي تبين بعد البحث أنه ينتمي إلى شبكة لترويج المخدرات على الصعيد الوطني، ويتعلق الأمر بالمسمى «ج.د» من مواليد 1978 بالشاون، حيث تنكب المصالح الأمنية على التحقيق في الموضوع من اجل الكشف عن شركائه وسيتم يومه الخميس تقديمه أمام النيابة العامة باستئنافية البيضاء بتهمة «التهريب والحيازة والاتجار في مخدر الشيرا على الصعيد الوطني».