أكد الباحثان نور الدين الزاهي وعبد الرحيم عطري أن كتاب «في تحولات المجتمع المغربي» للمفكر محمد سبيلا «مسكون بهاجس الأسئلة القلقة عن المعنى ومعيقات ترسيخ التحديث وقيم الحداثة» باعتبارها «نموذجا يتضمن نظرة جديدة للطبيعة والزمن والمجتمع والتاريخ». وأوضح الزاهي وعطري، خلال حفل تقديم وتوقيع الكتاب في إطار الدورة الثانية لمهرجان «سلوان» (ما بين16 و25 أبريل الجاري)، أن هذا الكتاب يندرج في إطار مشروع فكري يرتكز على «التفكير بعمق وأناة في عطب وعسر التحديث». وأبرز الباحثان المساهمات النوعية التي قدمها محمد سبيلا لإثراء الفكر المغربي بشكل عام والدرس الفلسفي بشكل خاص، وكذا انفتاحه على الحقل السوسيولوجي من منطلق «العلاقة الجدلية بين الفكر والواقع» التي أطرت على الدوام وعيه المعرفي. وأكدا في هذا اللقاء، الذي احتضنه فضاء الخزانة العلمية الصبيحية، أن محمد سبيلا يجسد بذلك شخصية المفكر «الذي لا يتفاوض مع الحقيقة» علاوة على أنه يعيد الاعتبار للدور الذي يتعين على المثقفين أن يضطلعوا به من أجل التقدم والتطور المجتمعيين. وأبرز سبيلا، خلال هذا اللقاء، المحطات الأساسية التي تبلور خلالها وعيه الفكري بأهمية وضرورة انفتاح الدرس الفلسفي على الواقع والتاريخ بالنظر إلى ضرورة استيعاب الفلسفة لمعطيات العلوم الإنسانية والاجتماعية والثقافية، سواء تعلق الأمر بالتحولات العميقة التي يشهدها المجتمع المغربي في كافة بنياته، وهو ينخرط تصاعديا في صيرورة التحديث ومسار الحداثة. أو بمختلف أشكال التحول. وذكر أن الكتاب يضم جملة من المداخلات كان قد قدمها خلال ندوات أو لقاءات ثقافية أو سياسية تم تنظيمها حول عدد من القضايا المرتبطة بالتحولات الاجتماعية والقيم في المجتمع المغربي، وتتمحور حول إشكالية التحديث: التحديث السياسي، التحديث التقني، التحديث الاجتماعي والثقافي (الهوية، المدرسة، القيم، الفلسفة -الفكر). وتهدف هذه التأملات، كما أشار إلى ذلك الأستاذ محمد سبيلا،إلى «المساهمة في إثارة وتعميق التفكير في التحولات العميقة التي يطمح إليها مجتمعنا في مختلف مستوياته منذ انخراطه مطلع القرن الماضي في دينامية الحداثة الكونية».